في قلب الموصل

شارع النجفي.. ذاكرة الورق ورائحة الحبر

الموصل - صباح سليم علي

يعد شارع النجفي من اشهر سوق الوراقين ودكاكين بياعي الكتب في الموصل . ومحل المكتبات ومكاتب القرطاسية ومحلات المجلدين والخطاطين وأمكنة لوزام الكتابة والتحرير. والمطابع وكل مايتعلق بالقلم والقرطاس والحبر والنشر.

وكان يزخر بكتاب وعلماء الموصل السباقين في التأليف.

سوق الوراقين

حيث شهد كتبهم وأسفارهم في عالم الثقافة. هو سوق الوراقين والوراق لفظ من الورق ( وهو الكاغد) ويعني صانع الكتاب وبائعه وناسخه ومجلده ومذهبه. ويعني كل مايدخل في صناعة الكتاب من فنون الكتابة والتحرير والأستنساخ والتصحيف والتجليد والتزويق والزخرفة ويحمل هذا اللفظ في القديم دور الطابع والناشر اليوم وقد عرف منذ أربعينيات القرن الماضي بشارع العلم والمعرفة والثقافة وحاز بأمتياز على تسمية شارع المكتبات .ولم تكن حركة المطابع تتوقف فيه لتوفر للقراء الكتب والصحف وفي مختلف النشريات وتخصصات المعرفة..  ومن أشهر تلك المطابع أم الربيعين والهدف والأتحاد والزهراء والجمهورية التي  كانت تنتشر في الإفرع الخلفية المتفرعة عن الشارع ولقد صدرت أكثر من صحيفة في سنوات الأربعينيات والخمسينيات والستينيات  وحتى مطلع السبعينيات من القرن المنصرم. في تلك الأزقة في مباني ضيقة  ولدت ونمت وتطورت وأستمرت لسنين ومنها ماتواصل ولكن أغلبها توقف عن الصدور لعوائق مادية ولأسباب أخرى.

وحفل الشارع بعدد من الخطاطين كان منهم محمد صالح الشيخ علي ومن بعده ولده زهير ونوري سعيد ..وغيرهم وكان هناك مصحفين وأشهرهم محمد قاسم وفوزي الراوي .. والشارع كله مكتبات وعدد محدود من دكاكين القرطاسية. فيه مكتبة الشام لصاحبها الكتبي البارع داؤود سالم التي بقيت مشرعة الأبواب في شارع النجفي بعد تحرير الموصل من عصابات داعش الأرهابية ولم تغادر الشارع ومازالت لحد اليوم توفرأفضل الكتب وبكافة ميادين المعرفة.

آداب. فنون مختلفة ـ تاريخ قديم ومعاصر. فلسفة ـ تراث وفلكلور عربي وعالمي ..علوم مختلفة ـ سياسية ..والخ من مناشئ ودور نشر عربية وعراقية ومحلية وبأسعار مناسبة إن صاحبها بحق خليفة الكتبي العراقي حميد الشطري وايضا مكتبة الأهالي وصاحبها عبد الرحمن  النصار ( أبو العوف)  والمكتبة العربية لصاحبها عبد الرحمن كركجي وهي الأن تحتل واجهة شارع النجفي لكن وظيفتها الحالية تغيرت من بيع الكتب سابقا» إلى بيع القرطاسية حاليا».ويبلغ عمر هذه المكتبة أكثر من مائة عام ومكتبات العصرية التجارية  بسام العالم الديني شمسي ومكتبة العسلي وكانت أكثر تخصصا» بالقرطاسية .

وفي الثمانينيات وبعدها فقد تقاسم الشارع نوعان من البيع وبعدالة النصف للنصف الذي يبدأ من شارع نينوى للحلويات والمكسرات. نصفه الأخر حتى النهاية للقرطاسية والحلويات والمكسرات وبقيت بعض المكتبات متوزعة بين هذه الدكاكين وبعضها أتخذت  بعض الإفرع مكانا» لها  وكان هناك مكتبة تابعة لمكتبة الأهالي في سرداب فسيح في العمارة المحصورة في زاوية ألتقاء  شارع خالد بن الوليد.  كان مخصصا» للمراجع والمصادر المهمة بأجزائها المتعددة وبكتب التراث ..

شارع عتيد

كل هذه الملامح الثقافية والفكرية لهذا الشارع العتيد دمرت وطالها الخراب والدمار أثناء تحرير المدينة من داعش والأن إعيد إعمار بعص دكاكينه في بداية الشارع وواجهته. وكذلك العمارة التي تعود ملكيتها إلى عائلة النجيفي. وهناك عمل دؤوب لإعادة شارع النجفي الى سابق عهده كرئة ثقافية لمدينة الموصل.

 في تجوالنا هذا اليوم دخلنا إلى شارع النجفي من أحد الفروع الضيقة والذي يوجد فيه مكتبة الشام لصاحبها الكتبي العتيد داؤود سالم  يقابلها مكتبة تابعة للمركز الإكاديمي للطباعة والنشر والتوزيع في مصر لصاحبه حمدي صابر بيسوني. ومحل حلافة أيوب ومحل لتقديم أكلة الكاهي. وبنهاية الفرع تظهر أمامنا الأرض التي كاتت تقع عليها بناية مكتبة أيو بسام والتي تحولت إلى أرض بلا إثر .