الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
 بعد الانتخابات المقبلة.. كيف تتعامل الحكومة العراقية مع الفصائل المسلحة إزاء الضغوط الأميركية

بواسطة azzaman

 بعد الانتخابات المقبلة.. كيف تتعامل الحكومة العراقية مع الفصائل المسلحة إزاء الضغوط الأميركية

ظافر جلود

 

تُشكل العديد من الفصائل المسلحة، ومعظمها جزء من الحشد الشعبي (الذي تم دمجه رسميًا في القوات الأمنية العراقية)، تحديًا كبيرًا لسيادة الدولة العراقية وللعلاقات مع الولايات المتحدة. كون ان أبرز هذه الفصائل كانت تستهدف المصالح الأمريكية في العراق وأنها تتميز بأنها معقدة وعدائية بشكل عام مع الولايات المتحدة خاصة منها الفصائل المدعومة من إيران.

رئيس الوزراء العراقي الحالي طالب مرارا بضرورة أن يكون السلاح محصورًا بيد الدولة وأن تعمل جميع الفصائل تحت سلطة بغداد، لكنه ربط مسألة نزع السلاح بانسحاب القوات الأمريكية من العراق. لكن تظهر هذه العلاقة الخلاف العميق حول مسألة السيادة العراقية، ومستقبل الوجود العسكري الأمريكي، ودور إيران في الشؤون الداخلية للعراق.

هذه الفصائل التي صنفتها اميركا بانها إرهابية هي: عصائب أهل الحق: زعيمها قيس الخزعلي مصنف من قبل الولايات لكنها بالمقابل تسعى الحركة للتحول للعمل السياسي أيضًا. وحركة النجباء: أدرجتها الولايات المتحدة كـ"منظمة إرهابية" في عام 2017.

منظمة بدر: تتمتع بعلاقات وثيقة مع الحكومة العراقية الحالية، لكن الولايات المتحدة أدرجت بعض قادتها على قوائم العقوبات. المقاومة الإسلامية في العراق: هو اسم شامل تتبناه فصائل مسلحة مدعومة من إيران لشن هجمات على القوات الأمريكية والمصالح الإسرائيلية، خاصة بعد اندلاع الحرب في غزة.

الولايات المتحدة الأمريكية لديها موقف صارم تجاه الفصائل المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة العراقية وتعتبرها تهديدًا للاستقرار بالعراق والمنطقة. واشنطن لتحقيق الأهداف منها نزع السلاح حيث تضغط واشنطن باستمرار على الحكومة العراقية لـنزع سلاح الفصائل المدعومة من إيران وتفكيكها أو دمجها بالكامل تحت سلطة الدولة.

فيما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قادة وفصائل وكيانات اقتصادية مرتبطة بالجماعات المسلحة بتهم غسيل الأموال وتهديد المصالح الأمريكية. وشنت القوات الأمريكية ضربات جوية استهدفت قادة وأفرادًا من هذه الفصائل ردًا على الهجمات التي تتعرض لها قواتها في العراق والمنطقة.فيما تعدى ذلك الى التأثير السياس بعد ان حذرت واشنطن من عدم الاعتراف بالحكومة العراقية المقبلة إذا شاركت فيها فصائل تابعة لإيران أو حصلت على مناصب وزارية.

وإزاء ذلك الحكومة العراقية تواجه وضعًا دقيقًا للغاية، إذ تحاول الموازنة بين العلاقة مع واشنطن وضرورة الحفاظ على علاقة إيجابية مع الولايات المتحدة، التي تُعتبر شريكًا استراتيجيًا وتوفر دعمًا عسكريًا واقتصاديًا مهمًا.

 

وفي قراءة للمستقبل حول مستقبل الفصائل المسلحة العراقية بعد الانتخابات تتصف بالتعقيد ويرتبط ذلك بعدة عوامل محلية وإقليمية ودولية، ولا يمكن ربطه بشكل قاطع بنتائج الانتخابات وحدها. منها الاندماج والمشاركة السياسية لان العديد من الفصائل المسلحة لديها أجنحة سياسية تشارك في الانتخابات (مثل القوى المنضوية تحت "الإطار التنسيقي")، وتسعى لتحقيق مكاسب نيابية تمكنها من التأثير على القرار الحكومي وتوزيع الوزارات والمناصب.

ثم حصر السلاح بيد الدولة ويمثل هذا الملف تحديًا رئيسيًا للحكومة المقبلة "إنهاء أي سلاح خارج مؤسسات الدولة، وهناك ضغوط داخلية وخارجية (خاصة أمريكية وضغوط مرجعية النجف والتيار الصدري في فترات سابقة) لنزع سلاح الفصائل.ودمج الفصائل بشكل كامل في مؤسسات الدولة الأمنية (كوزارة الدفاع أو الداخلية) أو حصرها ضمن هيئة الحشد الشعبي تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة.

بشكل عام، تدرك الفصائل أهمية نتائج الانتخابات في تحديد موقعها، سواء عبر الدمج في الدولة أو الاستمرار بوضع "دولة موازية" أو التحول نحو العمل السياسي البحت، مع بقاء سلاحها كعنصر ضغط ومناورة مرهون بالظروف الداخلية والإقليمية.

 


مشاهدات 78
الكاتب ظافر جلود
أضيف 2025/11/11 - 6:23 AM
آخر تحديث 2025/11/11 - 8:01 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 288 الشهر 7578 الكلي 12569081
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/11/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير