كم أصبح العدد؟
رجاء الغانمي
تعالَوا نلعبُ لعبةَ الموت؛
أنا أختبئ، وأنتم تَعُدّون
في نعشي المُلتَهِب،
فوق بقايا الرماد.
لُعبتي المُفضَّلة، ذاتُ جدائلَ ذهبيّة،
هديّةُ أبي المُسافِر.
الطريقُ نحوَ السماءِ بعيد،
وجسدي نحيل.
كم أصبح العدد؟
دعوني أُبدِّدُ الصمت،
أختزلُ الخُطى…
كم أصبح العدد؟
الآحادُ لا تكفي،
والعشراتُ بيني وبينها
رِهانُ جذورٍ عارية،
اقتَلعتْها الريحُ
عندَ المساومة،
وأنتم تَعُدّون.
عن أيِّ مئةٍ تسألون؟!
الأذرعُ فوق الألفِ
تُحصي نفسها،
وتزيدُ على الرهان
جماجمَ محروقةً
لا تصلحُ أعشاشًا للحمام
في موسمِ ربيع.
لم تُهاجر،
لم تَبِضّ.
كبّلوها،
أحرِقوها،
زادَ النزفُ سنينَ
من عيونٍ يملؤها التراب؛
أحاديّةٌ بلا كفن…