العراق يصل إلى الإكتفاء الذاتي من محصول القمح
الزراعة: الإستثمار في التمور خطوة تعزّز الأمن الغذائي والإقتصادي
المحافظات – مراسلو (الزمان)
دعت وزارة الزراعة، القطاع الخاص٬ الى تأسيس جمعيات وشركات تعزز قطاع النخيل٬ مؤكدة ان النخيل يشكّل بديلاً اقتصادياً مهماً عن قطاع النفط، بوجود 625 صنفاً من التمور العراقية. وقال مستشار الوزارة، مهدي ضمد، في تصريح امس ان (الوزارة الزراعة تعمل على تطوير انتاجية النخيل٬ نظراً لما تمتلكه المادة الغذائية من اهتمام٬ اذ يعول عليها تعزيز الاقتصاد الوطني٬ كبديل عن قطاع النفط)٬ مبيناً ان (التمور تأتي ضمن اولولوية اهتمامات الوزارة٬ لرفدها المجال الاقتصادي٬ ودورها في حماية بساتين الحمضيات).
تقليل كلف
واشار ضمد، الى (اهتمام الوزارة في قطاع النخيل منذ 2004 ٬ اذ تم تأسيس المديرية العامة للنخيل)٬ وأضاف ان (زراعة النخيل تحتاج الى الية لتقليل الكلف٬ ورفع الجودة)٬ موضحاً ان (العراق لديه 625 صنفاً من أجود الأصناف الموجودة في العالم)٬ واكد ضمد ان (تأسيس بساتين النخيل يشهد تنافساً من قبل القطاع الخاص، ومنها في كربلاء والنجف والمثنى والصحراء)٬ لافتاً الى (التوجه الوزارة لدعم القطاع٬ بهدف توفير تمور تعزز قطاعي الغذاء والاقتصاد). وحذر النائب عن ديالى٬ صلاح التميمي٬ من تفشي ما وصفه بسرطان النخيل في المحافظة، بعد تسجيل إصابات واسعة بسوسة النخيل الحمراء في 11 منطقة زراعية، وسط مخاوف من تمددها إلى محافظات أخرى. وقال التميمي لـ (الزمان) امس ان (سوسة النخيل الحمراء تُعد من أخطر الآفات التي تصيب أشجار النخيل، إذ تعمل كسرطان يؤدي إلى هلاك أعداد كبيرة خلال فترة وجيزة)، منوها الى أن (الإصابة لم تعد محصورة في ديالى فقط، بل بدأت محافظات أخرى ترصد حالات مماثلة بشكل متزايد)٬ ورجح التميمي انتقال هذه الافة الى (استيراد فسائل النخيل من الخارج٬ دون إخضاعها لفحوصات دقيقة)، وفقاً لما افاد٬ محذراً من (استمرار الإهمال الذي يهدد بفقدان قطاع يشكل مصدر رزق لمئات العوائل منذ عقود)٬ بحسب تعبيره٬ وبين النائب ان (خطورة السوسة الحمراء تكمن في تأثيرها المدمر على بساتين النخيل)، داعياً وزارة الزراعة إلى (التحرك العاجل لتأمين المبيدات والأدوية اللازمة لمكافحتها، وإعادة تقييم ملف انتشار هذه الآفة في ديالى وبقية المحافظات للحد من اتساع الخطر). يذكر ان (هذه الحشرة من أخطر التحديات التي تواجه هذا القطاع، إذ توصف بأنها الإيدز الزراعي، لقدرتها على التغلغل في جذوع النخيل وإتلافه بشكل كامل خلال فترة وجيزة إذا لم تتم مكافحتها بطرق علمية دقيقة). على صعيد متصل٬ شكا أصحاب بساتين الرمان في قضاء شهربان٬ المعروف باسم المقدادية٬ بالمحافظة٬ من تراجع إنتاجية البساتين٬ وتحول مساحات واسعة من أراضيهم إلى مناطق مهجورة، نتيجة الإهمال الحكومي٬ وضعف الخدمات الزراعية. وأكد الأهالي ان (نقص الدعم في توفير المياه والأسمدة ومكافحة الآفات جعل أشجار الرمان، التي اشتهرت بها المنطقة لعقود، مهددة بالجفاف والاندثار)٬ مطالبين (بتدخل فوري لإنقاذ هذا الإرث الزراعي٬ الذي يمثل مصدر رزق رئيسي لهم)٬ واضاف الاهالي ان (قضاء شهربان يعد من أكثر مدن العراق إنتاجاً لمحاصيل الفاكهة، لا سيما محصول الرمان، اذ يحتوي القضاء على آلاف الدوانم الزراعية التي كانت تجهز الأسواق المحلية بآلاف الأطنان سنوياً، ويُصدَّر الفائض منها إلى دول الجوار، إلا أن هذه المساحة تقلصت الى نحو 90 بالمئة٬ وباتت بالكاد تغطي استهلاك المحافظة، وأصبح رمان ديالى مادة غذائية نادرة الوجود في السوق العراقية)٬ من جهته قال رئيس اللجنة الزراعية في مجلس المحافظة٬ رعد التميمي٬ لـ (الزمان) امس ان (رمان شهربان كان يتسيّد الأسواق العراقية لأكثر من 100 عام بفضل جودته ومذاقه الفريد، لكن أحداث 2014 وما تبعها من جفاف وهجرة المزارعين تسببت في هلاك بنسبة 95 بالمئة من تلك البساتين)٬ لافتاً الى ان (ذلك افقد آلاف العوائل مصدراً اقتصادياً مهماً ينعش اقتصاد المنطقة)٬ وأضاف انه (رغم تحرير المناطق وعودة أغلب العائلات إليها، إلا أن ضعف الإمكانيات حال دون إحياء البساتين، إذ لم يُعد استصلاح سوى 20 الى 30 بالمئة من الأراضي، فيما تبقى المساحات الأكبر بحاجة إلى دعم حكومي عبر قروض بدون فوائد٬ لإعادة إنعاش أكبر مزرعة للرمان في الشرق الأوسط). وأوضح رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى السابق، حقي إسماعيل الجبوري٬ لـ (الزمان)، امس ان (رمان شهربان فقد 95 بالمئة من حصته في السوق المحلية خلال أحداث 2014 ٬بعد احتلال داعش لمناطق شاسعة٬ وحركة النزوح التي رافقت الاضطرابات الأمنية آنذاك، ما أدى إلى جفاف عام للمزارع وهلاك نحو 90 بالمئة منها). الى ذلك٬ رجح وزير الزراعة.
تحقيق الاكتفاء
عباس المالكي٬ تحقق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح٬ الى سياسة الوزارة٬ التي اكد انها عززت خفض استيراد القمح والدقيق٬ بحسب احصائيات تركيا. واوضحت جمعية الحبوب والبقوليات التركية٬ امس ان (صادرات تركيا من دقيق القمح شهدت انخفاضاً بنسبة 35 بالمئة٬ مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 1.5 مليون طن)٬ وأرجعت الجمعية ذلك إلى (دعم العراق لإنتاج القمح والدقيق المحلي).