نادي العلوية يحتفي برضا الخياط
مطرب غنّى للطيور والحمام وتجذبه الألحان الريفية
بغداد - ياسين ياس
احتفت اللجنة الثقافية بنادي العلوية الاربعاء الماضي بالمطرب رضا الخياط بجلسة قدمتها الاعلامية بشرى سميسم قائلة (حين نتحدث عن الغناء العراقي السبعيني، تتهادى في الذاكرة نغماتٌ تشبه الغروب بين نخلتين، وصوتُ مطربٍ غنّى للطيور والحمام، للوطن والحنين، وللحب الذي لا يشيخ… إنه رضا الخياط، صاحب الصوت الذي علّم الأجيال كيف يُمكن للألم أن يُغنّي، وللشجن أن يصير لحنًا خالدًا). مشيرة (ولد رضا عبد الكريم الخياط في قضاء الحي بمحافظة واسط عام 1954، ونشأ في بيتٍ بسيط يعمل أهله بالخياطة، لكن أنغام الموشحات والأغاني الريفية جذبت قلبه مبكرًا. من هناك، شقّ طريقه إلى بغداد، حاملاً صوته كجواز عبورٍ إلى قلوب الناس. وفي عام 1972، اعتمدته الإذاعة والتلفزيون العراقي مطربًا رسميًا بعد أن اجتاز اختباراتٍ قاسية لم يجتزها إلا القليل من أصحاب الموهبة الأصيلة. ومنذ ان سمع الجمهور صوته أدرك أن هذا الشاب الوسيم سيبقى علامةً في الغناء العراقي. وارتفعت أغنياته على أجنحة الحمام لتصل إلى كل بيتٍ في العراق والعالم العربي. وامتازت أعماله بموالٍ حزينٍ يُفتتح كهمسٍ في الفجر، وكأنه يروي حكاية كل قلبٍ عراقيٍ مرّ بالحرب، بالحب، وبالانتظار.وتعاون مع كبار الشعراء والملحنين: كريم العراقي، ناظم السماوي، جعفر الخفاف، طالب القره غولي، حسن الخزاعي، وغيرهم، فكانت ألحانه وجمله الغنائية مرايا لزمنٍ من الصدق الفني والوجدان الإنساني. ولم يكن الخياط فنانًا فقط، بل كان شاعرًا وراويًا لذاكرة العراق، كتب الشعر والسيرة والحكاية، وسجّل في ديوانه (نهرين) وفي كتابه (أيام وصور وحكايات) فصولاً من عمره الفني الجميل .وفي أغانيه عن الحمام والطير، نسمع رسالة سلامٍ عميقة، إذ كان يرى في الطيور رموزًا للمحبة، وسفراء للحنين. أما في أغنيته صوت الباب، التي رثى بها ابنه الراحل ماهر، فقد كتب حزنه بصدقٍ يقطر وجعًا ويشعّ إنسانية). مؤكدة (إننا اليوم، إذ نحتفي بـرضا الخياط، نحتفي بزمنٍ كاملٍ من الجمال، وبصوتٍ ظلّ وفيًّا للأرض والناس، وبفنانٍ غنّى للوطن كما غنّى للحب، فصار صوته مرآةً لروح العراق، وذاكرةً لا تشيخ).
البوم جديد
بعدها شكر ضيف الجلسة كل الحضور من فنانين ومثقفين وشعراء وموسقيين وغنى اغنية (احرك بروحي حرك) واعلن انه يستعد لإصدار البومه السادس والعشرين والذي يضم مجموعة من الأغاني القديمة والجديدة بالتعاون مع الملحن نصرت البدر بعدها تم تقديم اغنيات باصوات شابة حيث غنى المطرب الشاب سعد العطار اغنية (مستحيل) وهي من الحان جعفر الخفاف وغنى المطرب الشاب حسين المسافراغنية (وين ارحلوا يادار) و(بيت الناس) ثم عاد المطرب العطار ليقدم اغنية (احرك بروحي حرك).
وشهدت الاحتفالية عددا من المداخلات والشهادات بحق المحتفى به منها مداخلة للناقد الموسيقى سامر المشعل قائلا (رضا الخياط له بصمة في الأغنية العراقية وهو من رواد العصر الذهبي للاغنية العراقية في سبعينات القرن الماضي قدم اغاني أصبحت عناوين مهمة في حياتنا اليومية والخياط جمع بين اغاني المدينة والموال الريفي اول اغنية صورت له (بين العصر والمغرب) بشكل ديتو مع المطربة اديبة فالخياط فنان شامل يكتب ويلحن وفي كل حفلاته يحب إسعاد الناس).
وفي نهاية الاحتفالية تم تكريم المحتفى به (بدرع الابداع) قدمه رئيس مجلس ادارة النادي شامل العاني.
محطات من سيرة المبدع
بدأ مشواره مع فرقة الموشحات العراقية في ستينيات القرن الماضي واعتمد مطربًا رسميًا بعد اجتياز اختبارات لجنة من خبراء الإذاعة والتلفزيون وسجّل بصوته أكثر من 150 أغنية باللهجة العراقية الدارجة من أشهر أغانيه: بين العصر والمغرب، جنة يا وطنّا، تكبر فرحتي، يبنت الناس، أحرگ بروحي حرگ، مغرورة، بحّار وله اغنيات عدة عن الطيور والحمام منها (يا حمام بلغ أحبابي من عندي السلام)، (بالله يا طير الحمام)، سافرت روحي حمام، ويا الطيور الطايرة، افرد جناحك يا طير. اما أبرز من تعاون معهم من الملحنين: جعفر الخفاف، طالب القره غولي، طارق الشبلي، محسن فرحان، ذياب خليل، عبد حسين السماوي، حميد البصر. ومن الشعراء: كريم العراقي، ناظم السماوي، حسن الخزاعي، كريم راضي العماري، كاظم السعدي، داود الغنام، سعد صبحي.