قراءة في الجزء الثاني من كتاب المرحوم العلامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم.. شاهد على التاريخ

حسين الصدر

-1-

تربطني بالراحل الكبير العلامة د .السيد محمد بحر العلوم علاقة مميزة، فهو الأخ الكبير والصديق العزيز والزميل الكريم، وقبل هذا وذاك فهو علم من أعلام العراق الذي ترك له بصمة لا تنسى في مضامير الفكر والادب والثقافة والإصلاح الاجتماعي .

-2-

وقد كتبت مقالة عن الجزء الأول من كتابه ( شاهد على التاريخ ) نشرت في جريدة الزمان الغراء بتاريخ الخميس 9 / 10 / 2025 ، وها أنا أكتب مقالة ثانية عن كتابه الممتع ( شاهد على التاريخ ) والذي ضم بين دفتيه ( كلمات ألقيت في أناس ) عاشرهم وأحبهم فقام بتكريمهم في حياتهم وبعد موتهم .

-3 –

والجزء الثاني يقع في 357 صفحة من القطع الوزيري

-4-

وقد كتب السيد بحر العلوم في هذا الجزء عن الامام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (ص 91 )، وعن المرجع الشهيد الصدر الثاني آية الله العظمى السيد محمد الصدر ص 151

وعن السيد الوالد المرحوم العلامة السيد محمد هادي الصدر ص 305، وعن الامام المغيّب السيد موسى الصدر ص 313 .

وليس مقبولا على الاطلاق أنْ نلتزم الصمت إزاء هذا المنحى المبارك المعنيّ بتكريم ثلة من اعلام آل الصدر ، ولا يعني السكوت الا التقصير والاجحاف ولابد ان ترد التحية بمثلها او احسن منها .

-5-

لقد كتب السيد بحر العلوم عن شخصيات عديدة ، منهم العلماء ، ومنهم الادباء، ومنهم السياسيون ، ومنهم الخطباء، والوجهاء، وأثرى القارئ بما كشف عنه من أبعاد ومزايا اتسمت بها تلك الشخصيات الرائدة .

-6-

ومما ذكره في ترجمة شيخ الخطباء المرحوم الشيخ محمد علي اليعقوبي ( ص 214 ) قوله :

( وأعدّ ديوانا ضخما يضم العديد من قصائده أسماه ( الذخائر ) .

وأوصى أنْ يدفن معه بعد وفاته ، - وفعلاً كان ما أراد –

وقد خص هذا الديوان بذكرى آل البيت (ع) وصدّره بهذين البيتين :

سرائرُ ودٍ للنبي ورهطِهِ

بقلبي ستبدو يوم تُبلى السرائِرُ

وعندي مما قلت فيهم ( ذخائرٌ )

ستنفعني في يوم تفنى الذخائِرُ

-7-

أينَ هذا الوَلَهُ والحبُّ الموّار لاهل بيت النبوة (ع) من دواوين الكثير من الشعراء المعاصرين التي خلت من ذكر اهل البيت (ع) لكنها غصَّت بمدح ذوي السلطة والجاه والمال ؟

-8-

وقد سار كاتب السطور على نهج الصفوة الموالية لاهل البيت (ع) حق الولاء فأصدر ديوانه ( عبير الولاء ) والذي ضم العديد من العقائد في النبي (ص) وآله الاطهار .

وأوصى ان يوضع في كفنه ليلقاهم به يوم الحساب .

                              -9-

ولابد من ازجاء الشكر لعزيزنا الأخ الأستاذ الدكتور السيد إبراهيم بحر العلوم على همته العالية في نشر آثار والده مع الدعاء له بمزيد التوفيق لمواصلة العمل لاخراج ما تبقى من آثاره ومؤلفاته .