الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أتيكيت .. خارج الحدود

بواسطة azzaman

أتيكيت .. خارج الحدود

اميمة ابراهيم السامرائي

 

العراق.. بلاد الرافدين وارض حضارة بابل وسومر واشور التي علمت البشرية الكتابة , واول من سنت القوانين والتشريعات واقامت المدن , هنا حيث شيدت الجنائن المعلقة لتصبح من عجائب الجمال والتمدن .

والجميل في الامر , ان العراقي عندما يسافر خارج بلده يحمل على عاتقه نشر ذلك التأريخ ويعكس روعة تلك الثقافة , فنجد ان طالب العلم والسائح والزائر يلتزم بأنظمة وقوانين ذلك البلد ويطبق شروط النظافة ويعرف اين مكب النفايات ويعامل الشوارع والحدائق العامة على انها متاحف اثرية ويلتزم بإشارات المرور ويضع حزام الامان ويلتزم بإتكيت التعامل وكأنه يقول انظروا انا سليل تلك الحضارات. لكن المفارقة العجيبة , ما ان تطأ قدماه ارض الوطن الغالي حتى يمزق جواز الأتيكيت ويعود الى نسخة المواطن الفوضوي فتتحول الارصفة الى مطفأة للسكائر وتمتلئ شواطئ دجلة الخير بعلب الببسي والماء الفارغة وتصبح كل قطعة ارض فارغة خزان للنفايات وتتزين الاشجار بأكياس النايلون المتطايرة .

 لماذا ؟؟؟!!! لماذا لا نمارس الادب البيئي والسلوكي في عاصمة السلام بغداد كما كنا نفعل في اسطنبول او برلين او باريس؟ الا يستحق بلدنا ذات الاحترام واكثر ما دمنا لا نجهل السلوك الصحيح ونراعي الانظمة ونحفظ القوانين عن ظهر قلب؟

هناك شيء يجب ان يعرفه الكثير منا ان الأتيكيت ليس طابعا بريديا ولا ختما على جواز سفر والاخلاقيات العامة ليس هدية تهديها للغرب واهل بلدك اولى بها. فالعراق لا يحتاج الى سفراء ليذكروا العالم ماذا كان ومن هو فكتب التأريخ كفيلة بذلك , لكنه يحتاج من ابناءه ان يثبتوا فعلا انهم الورثة الشرعيون لتلك الحضارة ومرآة لها نعكسها في سلوكنا اليومي ونجسدها في تفاصيل حياتنا .

 

 

 

 


مشاهدات 46
الكاتب اميمة ابراهيم السامرائي
أضيف 2025/09/13 - 11:28 AM
آخر تحديث 2025/09/13 - 5:52 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 565 الشهر 9161 الكلي 11927034
الوقت الآن
السبت 2025/9/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير