كفى صمتا غزة تباد
شاكر كريم عبد
تعودنا منذ زمن طويل دائماً وكعادتنا ان نسمع ونشاهد لمذبحة أو مآساة حتى نتذكر إننا أمام عدو ا غاشما لا يتورع عن قتلنا والتمتع بدماءنا وهي تنزف ، وجثامين أبنائنا وشعبنا الممزقة ، وبيوتنا المدمرة ، وزرعنا المقتلع ، هذا هو عدونا ، وهذا ما يصبو إليه ويريده لنا منذ أن جثم على أرضنا ، وصدورنا ، واستولي على بحرنا ، وأرضنا ، وسمائنا، وإرادتنا. فاليوم
غزة تعيش أجواء المذبحة ، الشهداء يتساقطون ، والجرحي ينزفون ، والثكالي تودع أبناءها بالدموع والآلام ، والرجال تترقب القادم . ومعشر الحكام العرب والمسلمين وجدوا بالمذبحة فرصة لاستعراض
العضلات الثورية ، وشحذ الهمم وكلاً نهض من قمقمه ، وأخرج رأسه من خندقه التطبيعي او من فوق التل الذي يتفرج منه ليتذكر إننا تحت رحمة عدو لا زال يمارس كل فنون الهمجية ضد شعب محاصر فقير ، يذبح ويجوع يفترسه الألم ، مشتت ، ممزق الأرض والأوصال والوجدان. وهؤلاء الحكام ياخذون دور الوسيط بين شعب اعزل وبين كيان مسخ متمترس باسلحة فتاكة بمساعدة الغرب الاستثماري. وامريكا بوجه الخصوص، والعرب في سبات
وهناك من هؤلاء الحكام من فرد عضلاته الوطنية ، وتمترس خلف قلبه
الأعمى الذي لا يري
السيئ المترجز الذي لا يعنيه من قاموس الألم والمعاناة. يخدعون أنفسهم ، ويعبرون عن غرورهم على أنهم "قادة " و زعماء دول ذات سيادة . يدافعون عن اوطانهم وامتهم العربية منتناسين ماتحصل اليوم من مجازر في فلسطين وفي غزة على وجه التحديد من كوارث ومذابح ممنهجة
من قبل الكيان الصهيوني . ونذكر هؤلاء أننا لازلنا تحت احتلال مجرم . ارتكب مجازر في لبنان وسوريا واليمن والعراق . لقد ثبت بما لايقبل الشك أن اغلب، البلدان العربية برزت تبعيتها بشكل واضح للعلاقات الأمريكية وللغرب الاستثماري إضافة إلى التطبيع العلني والسري مع الكيان الصهيوني. كفى صمتا غزة تختنق. وتباد أمام أعينكم والعالم يكتفي بالمشاهدة " اين الضمير؟ اين العدالة ؟ اين الإنسانية التي تتغنون بها ؟!
وهنا بيت القصيد ، هل أدرك هؤلاء الحكام جميعا أن هذا العدو هو عدونا جميعاً ؟ وان إسرائيل لاتريد إيقاف هجماتها على اي دولة عربية هي تريد نزع السلاح العربي لتطبيق مشروعها إسرائيل الكبرى؟ وإن العرب جميعا سواسية أمام المخراز الصهيوني ، فهي الرسالة التي ارادت إسرائيل أن تصل لهؤلاء في غزة ورام الله ولجميع العرب، والمسلمين ، بعد ان مارسوا القتل والموت ، والاعتقال ، والتجويع وكل معاني الجريمة وأركانها ضد شبابنا وشعبنا ، اما الرد العربي المطلوب يجب أن يكون سلاحنا ليس صواريخنا ، و بنادقنا ، سلاحنا وحدتنا ، وردنا على هذا العدو بوحدتنا ، وحماية شعبنا بهذه الوحدة ، والحفاظ على قضيتنا التي داستها أقدام العسكر الصهيوني
إن ما شهدته غزة من اعتقالات وقتل ومداهمات وكذلك رام الله هو الدافع لهذا العدو أن يمارس هوايته بنا وبشعبنا وبقضيتنا من قتل ، وممارسات همجية بربرية ، مستغلا سذاجه هؤلاء الذين يبحثوا عن سلطان في أرض مسلوبة، كنا نترقب ماذا سيفعل هؤلاء "القادة " الذين ادعوا ان فلسطين امانة بأعناقهم ، وهم من سيُسألون عنها أمام الله وشعبهم ، ومن سيدون التاريخ عنهم شهادته، دماء شعب يقتل ويشرد ويجوع في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية والعربية الا توحدكم ؟
ورغم ذلك لا زال فينا من يسترزق من دمائنا أولئك من وجدوا بفتنة فلسطين سوقا
لترويج خزعبلاتهم ، ووطنيتهم المزيفة وأرضا يصدرون بها أزماتهم النفسية ، ليدسوا السم لأبنائنا من خلال قمم هنا واجتناعات هناك وتصريحات لاتغني ولا تسمن من جوع ، فتارة يتحفونا باسم الإسلام ، وأخري باسم مقاومة
العدو الصهيونيى. واليوم هذا العدو اامتغطرس وبالتعاون مع الرىيس الامريكي ترامب الذي اعطى الصوء الاخضر للقيام بهذا الغعل الاحرامي الغادر على الوفد الفلسطيني المفاوض في الدوحة سيما وان هذا الاعتاء الاحرامي يشكل انتهاكا صارخا لكافة القوانين والاعراف الدواية وميثاق الامم المتحدة
ونقول لهؤلاء كلمة واحدة " فلسطين باقية ، بوحدتها ، بأهلها ، بأمتها ، أما أنتم ذاهبون ، ذاهبون ومصيركم الجحيم ، سمومكم سترتد إلى أعناقكم ، فان أردتم الاسترزاق فأذهبوا بعيدا. فسماؤُنا لن تدوم لكروشكم ، وأرضنا لن تكون مستنقع لخيباتكم وأزماتكم "
فلتوحدنا دماء الشهداء . ولتوحدنا مذابح الاحتلال . ولا عزاء للتعساء.
( يا أيها الذين آمنوا أن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ) .