مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة مع إعلان هجوم بري جديد
غزة - الزمان
أثارت دعوات إسرائيلية لسكان غزة بالإخلاء والانتقال إلى منطقة المواصي بعد إعلانها منطقة إنسانية، مخاوف واسعة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، الذي يعاني من حصار ودمار مستمر منذ 23 شهرًا. وقالت منظمات إنسانية دولية أمس إن (الوضع في غزة يزداد خطورة مع إعلان الجيش الإسرائيلي هجومًا بريًا جديدًا على شمال القطاع)، ودعت المنظمات، المجتمع الدولي (للتدخل الفوري لتفادي كارثة إنسانية كبيرة، وحماية المدنيين الذين يواجهون حصارًا ودمارًا مستمرين منذ 23 شهرًا).
وطالب الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، سكان مدينة غزة إلى إخلائها والانتقال إلى منطقة المواصي جنوبا، مع استعداده لهجوم بري على أكبر مدينة في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر بعد 23 شهرا من الحرب. قال المتحدث بالعربية باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنه (ابتداء من هذه اللحظة وبهدف التسهيل على من يغادر المدينة، نعلن منطقة المواصي منطقة إنسانية)، واضاف (اغتنموا الفرصة للانتقال إلى المنطقة الإنسانية في وقت مبكر، وانضموا إلى الآلاف الذين انتقلوا إليها بالفعل). وأقرّت الحكومة الإسرائيلية، مؤخرا خطة للسيطرة على غزة في شمال القطاع الذي تسيطر القوات الإسرائيلية على نحو 75 في المئة من مساحته. وأكد الجيش الاستعداد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة التي يتكدس فيها نحو مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة التي حذرت من كارثة. فيما قال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق إن (محاولات إسرائيل تبرير استهداف الأبراج السكنية بادّعاءات كاذبة عن استخدامها من حماس، ليست سوى ذرائع واهية وأكاذيب مفضوحة). وتأتي إنذارات الإخلاء، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ الولايات المتحدة منخرطة في مفاوضات معمّقة جدا مع حماس. وقال ترامب أمس (قلنا أفرجوا عنهم جميعا الآن)، مشيرا إلى (احتمال وفاة عدد أكبر منهم).
في تطور، رحبت الامانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بإعلان بلجيكا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين وفرض عقوبات على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة ان هذه الخطوات المهمة تعكس التزام بلجيكا الراسخ بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ولا سيما تلك التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ودعا بيان الأمانة أمس (بقية الدول إلى الاحتذاء بقرار بلجيكا وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في إطار التزاماتها بموجب أوامر محكمة العدل الدولية لتحقيق العدالة وضمان المساءلة، ووضع حد للعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني)، وجدد البيان (دعوته لكل دول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى إعلان هذا الاعتراف وأن تساند طلب دولة فلسطين بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، في إطار دعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام وتنفيذ حل الدولتين استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة).
من جانبها، اكّدت الجامعة العربية، إن لا تعايش سلميا في منطقة الشرق الأوسط في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراض عربية وسعيها لضمّ أراض أخرى واستمرارها في ممارساتها العدائية. وتبنت الجامعة الخميس الماضي خلال الاجتماع الذي عقد في مقرّها في القاهرة على المستوى الوزاري (الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة، التي تقدّمت بها مصر والسعودية وتحدّثت عن تقويض كافة مسارات السلام والأمن والاستقرار، لا سيما عبر مواصلة إسرائيل من دون رادع لحربها العبثية على قطاع غزة والانتهاكات الجسيمة من قتل وحصار وتجويع وضمّ أراض واستيطان ومحاولة تهجير الشعب الفلسطيني).