الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
اليونسكو وغياب المبادرات في ملفات التعليم ومحو الأمية

بواسطة azzaman

اليونسكو وغياب المبادرات في ملفات التعليم ومحو الأمية

محسن عبود كشكول

 

تُعد منظمة اليونسكو منصة دولية مرموقة، تستند في عملها إلى التزام الدول الأعضاء بدعم محو الأمية وتطوير التعليم. وفي هذا الإطار، كان من المفترض أن تمثل عضوية العراق في المنظمة صوتًا فاعلًا يُجسّد التحديات الفعلية التي تواجه قطاع التعليم في البلاد، ويسعى في الوقت ذاته إلى استثمار الفرص المتاحة للنهوض به.

لكن، وعلى الرغم من تصاعد معدلات الأمية بين البالغين – التي تقارب 12٪، بحسب وزارة التخطيط العراقية، في حين قد تصل إلى 18٪ لدى النساء مقابل 9 ٪ لدى الرجال، بل وصلت تقديرات مستقلة إلى نحو 40٪ بحسب تقرير لليونيسكو، بما فيها نسبة 47٪ من النساء و22٪ من البالغين الذين لم يتلقوا تعليمًا رسميًا.

إلا إن حضور العراق في المنظمة يبدو مشتتًا في جولات اجتماعية وبروتوكولات رسمية دون التحرك فعليًا تجاه معالجة هذه القضايا الجوهرية.

ففي كل اجتماع أو زيارة رسمية، كان التركيز منصبًا على اللقاءات الدبلوماسية مع ممثلي الدول دون أن نشهد إطلاق مبادرات ملموسة أو مشاريع استراتيجية ترتبط بمحو الأمية أو تطوير التعليم في العراق. والصمت حول هذه القضايا لا ينسجم مع دور العراق الذي يُفترض أن حضوره يعكس احتياجات البلاد داخل المنظمة وأن يقترح برامج دعم أو شراكات دولية ذات أثر ملموس.

وفي ظل الإحصائيات الرسمية التي تؤكد أن معدلات محو الأمية تحسنت نوعيًا من 20.5٪ في عام 2010 إلى 12.3٪ في عام 2022، إلا أن تلك التحسينات جاءت عبر جهود محلية فقط، مثل فتح مراكز محو الأمية وتعزيز التسجيل في التعليم الأساسي مع بلوغ نسبة الانتساب إلى المرحلة الابتدائية حوالي 94٪، وليس من خلال مساهمة فعالة من خلال قنوات دولية مثل اليونسكو.

إنّ التمثيل العراقي لا ينبغي أن يقتصر على الزيارات البروتكولية فحسب، بل يتطلب تصميم مداخل استثمارية تعليمية وتعاونية دولية – كمقترحات لمنح تدريبية أو بناء شراكات مع مؤسسات اليونسكو – تساهم في ردم الفجوة التعليمية، وتدعم برامج محو الأمية التي يستفيد منها ملايين العراقيين، خاصة النساء والفئات المهمشة في المناطق الريفية.

إن أردنا فعلاً استعادة مكانة العراق في مجال التعليم والتعلم، فلا بد من خروج ممثلية العراق في اليونسكو من دائرة الرمزية إلى دائرة المبادرة والتأثير الفعلي.

إذ نأمل أن يتقدم ممثل العراق في منظمة اليونسكو بمقترحات رسمية لإطلاق مبادرة دولية تحت مظلة المنظمة، بعنوان "من أجل عراق متعلم"، تتضمن:

1)            شراكة مع اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) لإنشاء مراكز مجتمعية للتعليم غير النظامي في المناطق الريفية.

2)            برامج مخصصة لمحو الأمية الرقمية للنساء، عبر شراكات مع جامعات ومنظمات دولية.

3)            تدريب المعلمين محليًا بدعم من خبراء اليونسكو، وفق معايير التعليم من أجل التنمية المستدامة.

4)            استخدام أدوات الاتصال والإعلام لتعزيز الوعي بقيمة التعليم، وخاصة للفئات المهمشة.

5)            رصد دوري للنتائج ونشر تقارير سنوية بالتعاون مع وزارة التخطيط والتعليم العالي.

وهذه المبادرة، لو طُرحت رسميًا، ستعيد العراق إلى موقعه الطبيعي كشريك فاعل في اليونسكو، وتعزز صورته دوليًا كمجتمع حريص على النهوض بالتعليم رغم التحديات.


مشاهدات 46
الكاتب محسن عبود كشكول
أضيف 2025/09/06 - 2:02 PM
آخر تحديث 2025/09/08 - 5:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 190 الشهر 5319 الكلي 11423192
الوقت الآن
الإثنين 2025/9/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير