ماذا ينتظر مصر وقطر وتركيا ؟

فاتح عبدالسلام

يتحدثون ويتفاوضون حول ما ينبغي فعله في “اليوم التالي” لوقف الحرب في غزة في حين انهم عاجزون حتى الان للخروج بحل لليوم الحالي وليس التالي، فالحرب لا تزال مستمرة وتتصاعد وقادت لحرب أخرى في لبنان وإيران والضفة، ومصر تعيش على حبس الانفاس، وهناك تهديدات ضد الأردن. من الصعب اقناع أحد بعد العجز الذي أظهرته جميع الأطراف في إيقاف الحرب حتى الرئيس الأمريكي ترامب بات كمَن نفض يده من هذه الحرب بعد أن ظهر له انَّ أيّ قرار يخص هذه الحرب مرتبط بناتنياهو فقط.

قضية اليوم التالي لهذه الحرب، تشغل دول الجوار أكثر ممّا تشغل الفلسطينيين أنفسهم. غير انّ كلّ السيناريوات لا تزال حبراً على ورق بسبب ورقة الميدان العسكري الإسرائيلي التي تفرضها إسرائيل بقرار بسط السيطرة على مدينة غزة. لاسيما انّ رئيس الأركان الإسرائيلي أعلن انه سوف يتم استهداف قادة حركة حماس في الخارج. وعمليات الاستهداف داخل قطاع غزة هي من أمور العمليات ومتوقعة في أي لحظة، في حين ان توسع العمليات وشمولها الخارج، فإنّ من المعروف والمعلن هو تنقل قادة الحركة في سياق المفاوضات الجارية بشأن الهدنة شبه المستحيلة مع استمرار اجتماعاتهم مع الوسيطين المصري والقطري، وانّ الدول التي يمرّون عبرها أو يقيمون هي تركيا ومصر وقطر في الاغلب، وانّ

عمليات الاغتيال حين تمتد الى هذه الدول سيكون امنها وسيادتها عرض الحائط.

انّ مبدأ الاغتيالات في دول أخرى سيزيد المشهد إرباكاً فوق ما هو عليه من اضطراب ونهايات مجهولة.

هناك صفحات جديدة من التدخل في شؤون دول المنطقة، ولا أمل في إيقاف التداعيات إلا بإنهاء حرب غزة فوراً، اذ لم يعد هناك أي وقت، بعد ان أصبحت المنطقة كلها في قلب البحر المشتعل. وبات واضحا ان القرار الخاص بذلك بيد إسرائيل وحدها وليس امريكا.