الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قطار الحياة لا ينتظر مسافراً

بواسطة azzaman

قطار الحياة لا ينتظر مسافراً

نزار محمود

 

كم يمكن أن يعيش الانسان مرارة عندما يشعر أنه لم يتمكن من حصاد ما كان قد زرعه والذي كان قد وضع عليه آمالاً كبار.

انه قد يكون غدر الزمان أو خيانة بشر الاجيال أو سوء تقديره لمعنى الحياة!

اتذكر جيداً كثيراً من معلماتنا ومعلمينا الذين اخلصوا وما قصروا في تعليمنا. كم كان صبرهم معنا، وكم كانوا قد بذلوا من جهود مخلصة. يمضي الزمان وتتطور الحياة في علومها ومعانيها، ناهيك عن اخلاقياتها، فنرى معلمينا بملابسهم المحتشمة وحتى مشيتهم وانماط تفكيرهم التقليدية قد باتوادقة قديمة”!

لم يعد ما كانوا يعلمونا اياه بضاعة نادرة لا يحصل عليها الا من افواههم او حتى شروحاتهم وتمارينهم التعليمية. لقد كانت يقف على رأسنا الطير عندما تصعب علينا مسألة أو تغيب عنا معلومة  لكي ننتظر حلها أو تفسيرها من معلمنا. لقد كان هو القاموس والمعجم والكتاب واطلس الخرائط وجدول الضرب وكراسة الخط والطبيب الناصح والمربي الفاضل وحلال المعادلات والمشاكل.

في مقهى عتيق نرى اليوم الاستاذ ابو سليم جالساً يلعب طاولة النرد، يحتسي كأس الشاي، محتسباً ما في جيبه من نقود.

ينادي على الصبي نادل حانة الشاي، يسأله عن مسألة تخص هاتفه اليدوي، يشكره، يدفع له ثمن الشاي ويمضي عائداً الى مسكنه.

لقد كانت معاملة التقاعد قد انهكته واضطرته في كثير من حلقاتها على التوسل والانتظار المر وطلب مساعدة هذا وذاك. كم آلمه انه تذكر يوماً ما، انه كان يعلم تلاميذه ويربيهم على الإباء والشجاعة!

واليوم عليه ان يراجع الاطباء بين الحين والآخر، طبيب السكر والضغط، طبيب السمع وطبيب البصر، طبيب الصدر وطبيب الظهر، لكنه لا ينسى كذلك طبيباً آخر بحدثه بستر وخجل!!

ما يحتاجه هذا المتقاعد كبير السن أربعة أشياء:

الأول: ان يتذكر حسن وطيب ما قدمه في حياته

الثاني: ان يمضي في تقديم ما يستطيع عليه من عمل نافع

الثالث: ان يتذكر كذلك ان الحياة ليست خالدة لجميع البشر.

الرابع: ان قطار الحياة لا ينتظر مسافراً!

 


مشاهدات 42
الكاتب نزار محمود
أضيف 2025/09/05 - 10:36 PM
آخر تحديث 2025/09/06 - 1:31 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 61 الشهر 3773 الكلي 11421646
الوقت الآن
السبت 2025/9/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير