حلم الصحوة العربية الذي لم يتحقق
سامي الزبيدي
لأول مرة ومنذ أيام نمت نوما عميقاً وحلمت ان بعض الدول العربية قد صحت من غفوتها وسباتها وشكلت قوات عربية تضم قوات مسلحة قوية من عدة دول في مقدمتها دول المواجهة المحاذية لإسرائيل وهي مصر وسوريا ولبنان والأردن وشاركت معها قوات من العراق والمملكة العربية السعودية واليمن والجزائر وليبيا و دول عربية أخرى وقررت هذه الدول التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ عامين والتصدي للغطرسة الإسرائيلية والتبجح الوقح بالقوة والتهديد المستمر لكل من يعارض سياسة اسرائيل العدوانية ولأحلام نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة في تحقيق الأهداف والأحلام الصهيونية التوسعية المتمثلة بإسرائيل الكبرى وطمس القضية الفلسطينية وحل الدولتين. و في الحلم تمكنت هذه الدول من تامين وضع دفاعي وهجومي جيدين قبل التصدي للعدوان الإسرائيلي وذلك من خلال تامين طائرات حربية حديثة وأسلحة دفاع جوي فعالة ومتطورة اشترتها بأضعاف أسعارها من روسيا والصين وكوريا الشمالية للتصدي للطائرات الإسرائيلية عند مهاجمتها القوات العربية و تمكنت هذه الدول وقواتها المشتركة من الحصول على صواريخ ارض_ ارض حديثة ومتطورة وبعيدة المدى لمهاجمة اسرائيل
.و تمكنت هذه القوات العربية من قصف المدن والقواعد الجوية الإسرائيلية ودمرتها ومنعت طيران العدو من العمل ودمرت مصانع الأسلحة والعديد من المستوطنات الإسرائيلية وشنت القوات العربية العديد من الهجمات بالطائرات الحربية والطائرات المسيرة والعديد من الرشقات بالصواريخ أرض ارض وبمعدل ( 50 ) صاروخ من كل من مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق والسعودية كرشقه أولى ثم أعادت القصف بالطائرات و بنفس العدد من الصواريخ بعد ساعات وفشلت القبة الحديدية الإسرائيلية من التصدي لهذا العدد الكبير من الصواريخ وساد الهلع الكبير سكان المدن والمستوطنات الإسرائيلية لان الملاجئ لم تعد تحميهم من هذا القصف المتكرر وان الآلاف منهم بدؤوا بمغادرة اسرائيل والباقين يتهيئون للمغادرة واستمر القصف العربي بالطائرات الحربية والمسيرة وبصواريخ ارض _ارض الفتاكة ذات الرؤوس المتفجرة الكبيرة لعدة أيام وأسابيع , ثم ان القوات العربية قامت بعمليات نوعية خلف خطوط العدو اغتالت خلالها العديد من قادة اسرائيل السياسيين والعسكريين وقتلت أعداداً كبيرة منهم وأربكت الوضع السياسي والعسكري الإسرائيلي , وفي الحلم أيضاُ ان القوات العربية فرضت حصارا كبيرا على المدن والمستوطنات الإسرائيلية ومنعت وصول الأسلحة والذخائر المساعدات الإنسانية من غذاء وماء ودواء وباقي مستلزمات الحياة لإسرائيل وقد تعرض الإسرائيليين للجوع حد الموت , واستمرت القوات العربية في عملياتها وكانت تقتل كل يوم مئات الاسرائليين مدنين وعسكريين وتجرح الآلاف منهم حتى فاق عدد القتلى الاسرائليين الثمانين ألف قتيل وأكثر من ثلاث مائة ألف مصاب , ثم ان القوات العربية دمرت العمارات السكنية ومباني الحكومة الإسرائيلية والجامعات والمدارس والمعابد ومحطات الكهرباء والماء والصرف الصحي ودمرت البساتين والمزارع والمستوطنات وعندما طلبت اسرائيل من مجلس الأمن والأمم المتحدة وقف العمليات العسكرية العربية رفضت الدول العربية تنفيذ أي قرار لوقف القتال لحين اعتراف اسرائيل بالحقوق الفلسطينية والموافقة على حل الدوليتين دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وإيقاف بناء المستوطنات وضم الأراضي الفلسطينية وقد استجابت اسرائيل للشروط العربية عندها نهضت من نومي وعرفت ان ما جرى مجرد حلم لم يتحقق أبداُ
.