الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحقيقة المرة

بواسطة azzaman

الحقيقة المرة

 رحيم الشاهر

 

في قصة (الثور الأسود ،والأبيض ، والأحمر) الشهيرة عبرة بليغةٌ يجب أن تقرأها الأجيال منذ نعومةِ أظفارها وطيلة حياتها، وتستوعب الدرس المرير الذي فرّط به ( الثيران ) بعضهم بالبعض الآخر ، فأكلهم الأسد المتربص ، واحدا من بعدِ الآخر ، ولا تؤخذُ عبرة هذا المثل ، على مستوى الأفراد ، والجماعات ، والأصدقاء، بل أصبح (درسُه) اليوم يُقرأ على مستوى (الشعوب) ، والدول، فالعراقُ الذي (أُكل) في مؤامرة (آذار /2003) ، كان بداية (الانطلاقة) لأن تؤكل أغلب الدول التي كانت تظنه (خطرا يجب التخلص منه) ، لكي تأمن المنطقة، ولكن تبين ، أن ( الثور الأبيض) هو المانع الأول الذي قفز منه الأسد ليأكل الثيران ، ثورا بعد ثور،وما زالت الثيران ثورا بعد ثور ، لاتريد الاعتراف بهذه الحقيقة؛ لأنها متشبعة بأفيون (لعنة العراق) ، (ولعنة أمريكا) ، (ولعنة السامري) ،(ولعنة الذئب) ، (ولعنة قميص عثمان)، (ولعنة المؤامرة)إن تنازل (الثور الأسود) عن أخويه : الأبيض والأحمر ، أطاح به ، وبعد فوات الأوان ، أدرك الثور الأسود ( فداحة المصير) ، وأطلق مثله الشهير:( لقد أكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض!) ، ويالها من حقيقة مرة! ، فمهما كانت (المؤامرة) ، ومهما كان( الغباء) بين الثور الأسود والأبيض، كان يجب أن لاتصل الأمور لأن يبيع الثور الأسود أخويه ( الثور الأبيض والأحمر) ، واحدا من بعد الآخر ، لأسد فتاك ، عرف كيف يجرهما واحدا من بعد الآخر (بأنياب حيلته)، إلى أنياب ومستنقع فتكه ، اجل لو قرأ جيران العراق ، ودول إقليمه يومها ، إن انقضاض الأسد على الثور (  الابيض) ، هو (النقمة ) القادمة عليهم ، ولو تفاهموا  مع أخيهم ( الثور الأبيض) ، لما صاروا اليومَ يؤكلون واحدا من بعد الآخر ، وقد اكتشف الأسد الفتاك أن خلف ( الثيران الثلاثة) مستنقع من الثيران الأخرى التي يمكن (الاستقمار، والاستحمار، والاستعمار) فيها وفي غبائها إلى اجل غير مسمى ، فهناك هبة ، مايسمى( الرماد العربي) (الذي جملوه ونافقوه وسموه الربيع العربي): ( تونس ، مصر، ليبيا ،سوريا، السودان)

، وهنالك (غزة، ولبنان، واليمن، والسودان، واكرانيا ، وإسرائيل)نعم حتى إسرائيل خاضعة لهذا المنطق (منطق الاستغباء والاستحمار)، وربما يصل نزع جلود الثيران ، والفتك بجلودها ليشمل حتى الدول الكبرى، (فروسيا) التي غدرت بالعراق ، جاهزة اليوم لتكون (الثور الأبيض القادم)، وأمريكا التي غدرت بالعراق ، جاهزة لتكون الثور (الأحمر) القادم،( واسرائيل ) التي غدرت بالعراق جاهزة لتكون الثور (البرتقالي القادم) ، وهنالك دول تخادمت في الظل مع الأسد ، تقدم الأسد اليوم ليفتك بها ، وهكذا فإن كل دولة تسببت (بأنهار الدماء) التي دفعها الشعب العراقي ، لالشيء سوى انه أراد أن يعيش حرا ، كل هذه الدول تتقدم اليوم لتنال نصيبها ، وتلقي بنفسها إلى أنياب الأسد الذي طالما أطعمته لحم غيرها ، وستظل تدفع لحمها طريا إلى مائدة الثور الأسود والأبيض ، قال تعالى ( وتلك الأيام نداولها بين الناس)

 


مشاهدات 32
الكاتب  رحيم الشاهر
أضيف 2025/08/25 - 3:09 PM
آخر تحديث 2025/08/26 - 7:25 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 213 الشهر 18569 الكلي 11413655
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/8/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير