الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الصداقة إلى أين ؟

بواسطة azzaman

الصداقة إلى أين ؟

صبحي الجبوري

 

الصداقة علاقة إجتماعية تربط بين شخصين أو أكثر على أساس الثقة والمودة والتعاون وتبنى على مجموعة من الأسس المتينة، وهي بهجة من مباهج الحياة ونور في عتمة الدرب وهي الروح النابضة للحياة، فهي ليست مجرد كلمات بل هي أفعال تثبتها المواقف وتشعر بها القلوب. وكما تعلمنا وسمعنا كثيرا وكما قيل عن الصديق (أن الصديق وقت الضيق) لكن ياترى هل أن هذه المقولة حقيقة فعلا، ام إنها باتت إكذوبة في زماننا ألذي نحياه، لكننا وللأسف الشديد لانستطيع من ان نكتشف هذا الواقع المرير إلا بعد سقوط أقنعة أصحابها المزيفه، نكشف كل آمرء في حياتنا مع إزاحة الستار عن كلامهم المعسول وأفعالهم ومواقفهم في أوقات الشدة المصاعب المتتاليه كلما تعرضنا لها، فمنهم من يخيب الظن فيه ومنهم من يستحق أن تدوم محبتنا له. وبكل مرارة اقول صار كل شئ محتملا في زماننا المسخ هذا ودون أي دهشة تذكر من كثرة الضربات والمواقف  من حولنا، ولأن الحياة هي حقل تجارب وآختبارات نتعلم منها لتحسم مصيرنا وبالتالي فهي بداية أو نهاية لمن حولنا، وهنا لابد أن نتذكر قول الأمام علي (رض) (إحذر عدوك مرة ومن صديقك الف مرة)

ولا ادري  وللأسف الشديد لماذا تبدل كل شئ وأصبحنا نعيش في واقع مرير لايوجد فيه صديق إلا ماندر، فلا أحد يفكر في مصلحة الآخر وإذا سألتهم عن السبب تحججوا في تغير الظروف والأحوال ولا يقرون وبشجاعة تحول قلوبهم وتقلب نفوسهم وأهوائهم.،

فالصداقة بحر عميق يزداد عمقا كلما أخذت منه، وينطبق هذا القول على الصداقة التي لاتتغير مهما طالت المسافات وتغيرت الظروف، فهذا النوع من الصداقات هو عملة نادرة وهو كنز لايقدر بثمن ومن  يملكه عليه أن لا يفرط به، وأسوء الصداقات فهي تلك التي تكتشف فيها ومع مرور الأيام طعنات الأصدقاء في ظهورنا وكشف أسرارنا وأخبارنا ونقلها للغير، وذلك لسوء آختيارنا ولأننا منحنا ثقتنا لمن لايستحقها. لذا علينا أن نحسن إختيار الأصدقاء ولا نمنح ثقتنا إلا لمن هو أهل لحمل هذه الثقه لكي لانندم بعد فوات الأوان،

ولكي نحافظ على الصداقة لابدلنا من ان نتعامل مع الصديق بمرونه، الحفاظ على أسراره وبما يبوح به إلينا، الإعتذارله عند الخطأ، تقديم العون له ونسنده في المواقف الصعبه، السؤال الدائم عنه والتواصل معه، عدم التدخل في شؤونه الشخصيه.إبعاد الصداقه عن كل مايسئ إليها من فعل أو قول.

وأخيرا وليس آخرا  لاينبغي لنا أن نتسرع في آختيار الأصدقاء ومنحهم ثقتنا التامه إلا بعد آختبار وتجارب ومواقف صعبه، ويجب أن لاتكون هذه الصداقة مصحوبة  بالغيرة والأنا والكراهيه والتملك وآنعدام الأمان وغياب الثقة بل يجب أن  تكون صداقة حقيقية بمشاركة جميع الأصدقاء  مشاعرهم من القلب إلى  القلب ودون أي خوف وتردد.

 

 

 


مشاهدات 51
الكاتب صبحي الجبوري
أضيف 2025/08/03 - 2:28 PM
آخر تحديث 2025/08/04 - 6:40 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 315 الشهر 2493 الكلي 11277579
الوقت الآن
الإثنين 2025/8/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير