إختبار الزعامات في قلب العاصمة
مجاشع التميمي
الانتخابات البرلمانية المقبلة في بغداد ستكون مختلفة تماماً، ليس لأنها انتخابات عادية، بل لأنها ستتحول إلى ساحة صراع بين زعامات سياسية من الخط الأول، اختارت أن ترشح نفسها في العاصمة، أملاً في إثبات شعبيتها وحصد أكبر عدد من الأصوات. هذا التحول الخطير، الذي يمكن تسميته بـ”واحد بغداد”، لا يُعبّر عن تنافس ديمقراطي بقدر ما هو اختبار شرس لمكانة وشرعية هذه القيادات بعد تغير الزمن وتبدل مزاج الناخب. الخطورة تكمن في أن أغلب هؤلاء لا يملكون الاستعداد لتقبل الخسارة، لأن خسارتهم تُعد نهاية رمزية ومصيرية لمسيرتهم السياسية. الأخطر من ذلك أن بعض هؤلاء يمثلون جهات مسلحة، مما يُنذر بتحديات أمنية إذا جاءت النتائج بعكس طموحاتهم. المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وربما القضاء العراقي، سيكونان في مواجهة ضغط هائل، لأن التنافس في بغداد هذه المرة ليس بين برامج وأفكار، بل بين زعامات وأسلحة ونفوذ، مما يجعل من هذه الانتخابات واحدة من أخطر محطات العراق السياسية.