الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الموت لنا وبلا تردّد

بواسطة azzaman

كلام أبيض

الموت لنا وبلا تردّد

جليل وادي

 

الموت لنا ، نعم وبلا تردد الموت لنا، فعندما لا ندرك ماذا يخبأ لنا الأعداء مستقبلا، وعندما لا نعرف كيف ندير الحاضر بما يضمن المستقبل، وعندما نبنى الأوطان على الأحقاد، وعندما لا نقدر ماضينا حق قدره، وعندما لا يكون همنا سوى الوصول الى السلطة، وعندما ينتهك المتنفذون سيادة القانون، وعندما تكون الجماعات أقوى من الدولة، وعندما لا نُسمي الفاسدين صراحة، وعندما نخرّب التعليم ونغتال الفن ونسخف الأدب، وعندما نأكل مما لا نزرع، وعندما نجهل أي شيء عن ادارة الدولة، وعندما لا نفكر في الخلاص الا عندما تخنقنا الأزمات، وعندما نتستر بالدين لتمرير مصالحنا، وعندما لا نقدس العقيدة بوصفها أخلاقا، وعندما نقدم مصالحنا الضيقة على حساب المصالح العليا، وعندما تصير الأوطان طاردة وبلاد الأعداء جاذبة، وعندما نفضل أصحاب الولاء على أهل الخبرة، وعندما نسرق الأوطان ونودع الأموال في بنوك الأعداء، وعندما تكون (الهمبلة) في مقدمة الصفوف، وعندما لا نبني صروحا للمبدعين، وعندما يغامر شبابنا في ركوب البحار للخلاص من سيوف الجهلاء، وعندما نقبل بصورة مشوهة عنا في عقول المجتمعات الأخرى، وعندما يكون المجال العام مفتوحا على مصراعيه أمام المتسكعين، وعندما تتحول الأوطان الى غابات، عندما يكون الواقع هكذا، لا أظن نستحق سوى الموت، فالحياة يستحقها  الذين يحسنون التفكير.

هذا حالنا نحن العرب والمسلمين، وان تفاوتنا ببعض الأمور، لكنها بالمجمل متشابهة، ولذلك يتجرأ الأعداء علينا، ويستهينون بنا. سبعون عاما مضت، تمكن الصهاينة فيها من تدمير بلادنا الواحدة تلو الأخرى والبداية من العراق وآخرها سوريا، وما زلنا نراوح في مكاننا، وكل ينأى بنفسه عن النيران وكأن ألسنتها لن تطوله، وصار بعضنا يصطف مع القوي على حساب الحق، حتى بتنا نستبدل الأعداء، مع ان لا عدو حقيقي لهذه الأمة سوى الصهاينة ومن ورائهم امريكا، والكل يعرف ذلك، لكنهم خانعون.

اسبوع مر وايران تقارع امريكا وليس اسرائيل، وكل من قال لك ان الصهاينة لوحدهم فلا تصدق أبدا، بل الغرب كله، لأن الهدف ليس البرنامج النووي الايراني كما يتشدقون، بل الغاية تدمير أية دولة عربية او اسلامية يمكنها تهديد اسرائيل حاضرا او مستقبلا، حتى وان كان بينهما ود راهنا، فمن يضمن لهم أن يظل الود قائما اذا تغيرت الأنظمة، لذا فلتستعد مصر وتركيا للقادم من السنوات، وهما الهدفان القادمان لا محالة، ولا أظن في أعمارنا من الطول لنذكرهم بما نقول الآن.

وأجزم أن لا تبديل لهذا الهدف الا اذا انتصرت ايران في هذه الحرب، عندها سيراجعون أنفسهم ليواصلوا مسيرة التطبيع، ولو كان الصهاينة ينشدون السلام، لوافقوا على حل القضية الفلسطينية التي قدم فيها العرب بضمنهم الفلسطينيين من التنازلات ما لا يقدر بثمن. من النيل الى الفرات، هذه هي الخريطة التي يسعى لها الصهاينة، ورفعها نتن ياهو أمام أنظار العالم في عدوانه على غزة، والكل رآها: المطبعون وغير المطبعين والمنتظرين نهاية عدوان نتن ياهو على ايران وكيف سيكون. ثلاثة يجب ان يتحركوا بسرعة وحسم قبل فوات الأوان: مصر والسعودية وتركيا بوصفهم الثلاثة الكبار، وبغيره سنشهد مثل هذا التحرك الخجول والصمت الخنوع كيف تُدمر مصر وتركيا، فالمستقبل يقول لنا : علينا مساندة ايران في التصدي للعدوان، وبعكسه لا تستغربوا ان تطأ اقدام امريكا والصهاينة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، والذرائع شتى: مصادر الطاقة بأيد غير مؤهلة لادارتها، لا يمكن القبول أن تظل رقاب العالم المتحضر تحت رحمة امراء الخليج، وسيوافقهم في طروحاتهم كل الرأي العام الغربي، لأن صورتنا في ذهنه ليس أكثر من بدو متخلفين وقذرين ، لا هم لنا سوى النساء، ولا خلق عندنا سوى الغدر، ارهابيون لا نستحق الحياة، والسؤال من سيدافع عن مقدساتنا؟ وعندما نعجز عن حمايتها فالموت لنا.

 

jwhj1963@yahoo.com

 


مشاهدات 50
الكاتب جليل وادي
أضيف 2025/06/21 - 2:14 PM
آخر تحديث 2025/06/22 - 6:52 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 129 الشهر 13826 الكلي 11148480
الوقت الآن
الأحد 2025/6/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير