قصيدة مواجد ثائر
عبد الهادي السايح
تشيَّعتُ في هذا الزمان و لم أزَلْ
أشايعُ عثمانًا و أهوى معاويَةْ
و ألمَحُ في كلِّ الشموعِ صبابتي
و أبصر في كلِّ المرايا هوانِيَهْ
بقِيَّةَ ما أبقى الزمانُ و هل سوى
حنايا طيوفٍ في مآقيكِ باقِيةْ
دعينيَ أهذي فالحنينُ مُواربي
إلى مُشجياتِ العَزْفِ أو بوحِ قافيَةْ
دَعِينيْ ففينا من كليبِ بنِ وائلٍ
شجونٌ و أحقادٌ إلى اليومِ ضاريَةْ
و ما زالتِ الأطلالُ فينا شريدةً
ثوى أهلُها دهرًا .. و ما زلتِ ثاويَةْ
دعينيَ أشكوكِ الجراحَ عميقةً
كعُمْقِ انشطاري أو تباريحِ غادِيَةْ
تُسائِلُني هل أنتَ منّا.. و قد دَرَتْ
بأنِّيَ لا مِنّا و لا مِنهمُ هِيَهْ
و تَعلَمُ ألّا حدَّ بيني و بينَها
و أنِّيْ بها غاوٍ كما هيَ غاويَةْ ..
ذرينيْ على أطلالِنا أرْشُفُ المسا
أعُدُّ انكساراتي على نبض دالية
ففي كلِّ ساحاتِ الحروبِ أرى دَمِي
نجيعًا و في كلِّ الحروبِ لوائِيَهْ
عهودٌ مَضَتْ .. أو ما مَضَتْ منذ عودتي
من الطَفِّ مكسورًا ، عهودٌ ثَمَانِيَةْ
أرى في شُقوقِ الأرضِ أطلالَ بسمَةٍ
و قد ذبُلتْ في خِدرها و أرانِيَهْ
و موؤودةً كالحُـلْم ما انبعثتْ سِوى ..
كما انبعثَ الجِنِيُّ من جَوفِ خابِيَةْ
و نحن الأسارى نرتجي من يُعيرنا
خلاصًا و نسعى و المقاديرُ ساعِيَةْ
يهُبُّ حُسَينٌ دمعةُ النورِ ثائرًا
بجفن الدُّجى، و الليلُ يغتالُ رائِيَهْ
تَضَرََّجَ وجْهُ الليلِ بالنورِ و انتشى
دمًا ففجاجُ الأرضِ للآن قانِيَةْ
و ينحازُ لِلَّيلِ الغَوِيِّ اغترابُهُ
فتفتحُ أزهارٌ منَ النورِ باكِيَةْ
أنا أوَلُّ الثُوّارِ يا راكبَ المدى
هُبوبي كأنسامِ الجَنوبِ يمانِيَةْ
و معجونةٌ بالشامِ أوجاعيَ التي
تركتُ صدًى للعاصفاتِ و آنية
و في كلِّ أرضٍ أينعَ الرُّمحُ من دمِي
صباحًا و فاضَ الوجْدُ مِن كلِّ ساقِيَةْ ..
يحاربُ قومِي الوافدينَ وقد سطَوا
عجاجُهمُ شرقٌ على كفِّ داهِيَةْ
سيدحَرُ قومي الليلَ عن صهواتِهِمْ
و ينهزمُ الآتون عن كل ضاحِيَةْ
و ينبلجُ الإصباحُ بالشرقِ رايةً
تليها أعاصيرٌ مِنَ الموجِ عاتِيَةْ
نعودُ كما كنا حواليكِ و المدى
عيونٌ، كأطلالي بغزة، دامية