نقطة ضوء
بدع غريبة وعادات لقيطة
محمد صاحب سلطان
غالبا ما تكون للسلطة شهواتها، بل هذه حقيقة أفرزتها الأيام والتجارب المريرة، التي مررنا بها، مذ إرتطمت أعيننا بأسيجة الترسانات المسلحة بعوازلها الكونكريتية، وتعثرت أقدامنا بأرصفة الممنوع والمسموح به، ولافتات التحذير المطبوعة على خلفيات الهمرات الأمريكية (لا تقترب.. القوة مخولة بإطلاق النار)، أو في قطع الشوارع، كي تمر أرتالهم المتغطرسة ولساعات طوال!، شاهدنا فيها العجب العجاب، وما يصدم المرء من حوادث ،فكم من حالة وفاة توقف موكبها وهي تروم مواراتها الثرى، وكم من حالة ولادة متعسرة، لم تمهل الأم فرصة قطع مسافة الوصول إلى المستشفى،فتلقى حتفها والجنين بداخلها، وكم من حالات الغياب القسري، لإفراد غادروا ولم يعودوا لاهاليهم لهذا السبب أو ذاك، سوى كونهم مواطنين لم يجدوا متنفسا عن الجور الذي تلبس هاماتهم، بعد أن منحت قوات الاحتلال، حق التصرف والتحرك بحرية مطلقة من دون قيد أو شرط وحتى إنهاء الاحتلال مع الحفاظ على تدابيره! ،بعدها دخلنا في حومة الحكومات التي لم يحن فطامها بعد !،فتسلق من لم يكن مؤهلا، إلى المواقع الحساسة والدرجات الخاصة، وتسيد تجار الموت على كل شئ، وعندها، وحدهم عميان البصيرة، هم من لا يرون الفساد ،وما عمقه من جراح، بجسد العراق، حتى أشله، وأضحت ظاهرة (تربص) الكل في الكل هي الشائعة، وفي مقدمة مهام من يتسيد المشهد الأمامي، أو الساعي لتسيده لاحقا، لا فرق بين الإثنين، لإن الباطل لا يعيش إلا على الباطل، كما يقال!..، مما خلق إرتدادات لدى القطاعات الجماهيرية والشبابية ، بعد أن إكتنزت الحياة اليومية لديهم، بمشاهد عديدة، لكن المشهد الذي سيحفر عميقا في التأريخ، هو مشهد السواعد التي قاتلت دواعش العصر وحررت الأرض من رجسهم ومن فكرهم الظلامي، ومشهد السواعد الحاملة لراية (نريد وطن) بصدور عارية، إلا من نفحات الايمان العامر بحب وطنهم وليس لغيره.
وأعود إلى ما بدأنا، وأتسائل؟،لماذا يراد إفقار البلد؟صاحب منجم الخيرات، أرضا وسماء ومياهاً، وفيه من العقول المبدعة ما تسد عين الشمس، من تلك القادرة على ايجاد الحلول لكل معضلة، وإن محاربة البدع الغريبة والعادات اللقيطة على المجتمع، شئ طبيعي ،كي يحافظ على كيانه، فالمجتمع في حقيقة أمره، ليس سوى مجموعة العادات التي يتمسك بها أفراده ويتعصبون لها، فهو يرفض كل جسم غريب يدخل فيه، يدمر تركيبه أو جرثومة تضره، مثل أفكار الفاسدين ونوازعهم، فقلع ضرس مخروم خير من ألم يدوم!.. جنبنا الله وإياكم الألم وتوابعه!