مملكة القصب.. فيلم عراقي بالمهرجان
القضية 137 تسترجع أزمة السترات الصفراء في كان
كان - سعد المسعودي
أحداث المواجهات العنيفة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس بين السترات الصفر والشرطة الفرنسية يسترجعها الفيلم الفرنسي «القضية 137» للمخرج دومينيك مول , المعروض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين، ويتنافس لنيل السعفة الذهبية ,متناولا هذا الملف الشائك الذي يتناول حالة أضطراب الشرطة وممارسة العنف مع المتظاهرين بحثا عن العدالة .
ويتناول الفيلم تلك الايام القاسية على باريس وعدة مدن فرنسية أخرى ففي العام 2018، تتابع ستيفاني برتراند «التي تؤدي دورها ليا دراكر»، وهي ضابطة شرطة حريصة على أداء وظيفتها بشكل احترافي إلا أن تواجه مشكلة في ايصال كل المعلومات اثناء التحقيق بما فيها التحقيق الطبي حيث تسجل الحادثة او ملف 137 حيث يتعرض المتظاهر «غيوم « بكسر في الجمجمة وإصابات بالغة الخطورة قد تُلحق نتائجها الضرر بالمؤسسة التي تعمل فيها. ويشارك المتظاهر الشاب غيوم للمرة الاولى بالتظاهر مع اصحاب السترات الصفر حيث يسافر برفقة والدته وأصدقاؤه المقربون من قريتهم الصغيرة «سان ديزييه» إلى باريس للانضمام إلى التظاهرة الكبرى التي دعي اليها اصحاب السترات الصفراء ولم يكن لديهم أي انتماء سياسي لأي حزب ، وكان همهم تغيير الوضع الاجتماعي الصعب , بالإضافة إلى مجرد الرغبة في السفر إلى العاصمة الفرنسية.
كان غيوم وصديقه ريمي «فالنتين كامباني» يسيران بسلام عندما أطلقت الشرطة النار عليهما دون اي سبب ويتعرض غيو م الى الاصابة برأسه وتدخل المقذوفة رأسه ويخضع لعدة عمليات لرأسه ويعيش ظرفا صحيا صعبا , وهنا تتمكن المحققة ستيفاني في النهاية من تحديد هوية الجناة واستجوبتهم. تكشف المحادثات أن هؤلاء الضباط الأربعة يمتلكون شعورًا مُفرطًا بالاستحقاق، وتصورًا بأن المتظاهرين أشرارٌ بطبيعتهم , ويدخل موضوع العرق محوريٌّ أيضًا ستيفاني وغيوم وريمي جميعهم من البيض تُلقي الشاهدة السوداء أليسيا مادي «غوسلاجي مالاندا» ضوءًا جديدًا وغير متوقع على الإجراءات، مما يجعل ستيفاني المتواضعة والمنفتحة تُشكك في قيمها ومبادئها.
ويتعين على ستيفاني أن تواجه اثنين من أجــــــــهزة الدولة القمعـية التي تحـــــــدث عنها الفيلــسوف الــــــــــــــــفرنسي ألثوسير,الشرطة والقـــضاء وهي معركة من شبه المؤكد أنــــــــــــها ستخسرها، كما تشير البيانات التاريخية يكشف الفيلم أنه لم يسبق لأي ضابط شرطة في فرنسا أن فقد وظيفته بسبب سلوكه العنيف.
وكانت مشاهد العنف واللقطات القريبة كانت صعبة تم تصويرها بكاميرا قلقة طوال مدة الفيلم وعمليات البحث في المناطق الشعبية وحالات الحوار التي تبحث عن حلول لأنقاذ الطبقات المهمشة خاصة في ضواحي المدة وكان اداء الممثلين عاليا ,مرة اخرى تثبت النجمة الفرنسية «ليا دروكير « بأنها ممثلة من الطراز الرفيع حيث تقوم بدور ستيفاني بحرفية عالية فهي تجسد شخصية معقدة تجمع بين العاطفة والوظيفة , تجسد دروكير ببراعة الشخصية التي تحاول تحقيق العدالة في عالم يعصف به الفساد، وتواجهها عواقب المواقف الأخلاقية المرهقة. من خلال شخصيتها، يعكس الفيلم صورة التوتر بين الوفاء للمبادئ الشخصية والتزام المنظومة والتي ورغم التفاني في عملها هي جزءاً منها.
على صعيد متصل وبفضل “مملكة القصب” الذي يُعرض ضمن فعاليات أسبوعَي المخرجين، نجح العراق أخيرا في الوصول إلى مهرجان كان السينمائي… ويتتبع هذا العمل الأول الواعد للمخرج حسن هادي المحاولات الشاقة المبذولة من فتاة صغيرة لتوفير المكونات اللازمة لصنع كعكة في وقت أدت فيه العقوبات الى صعوبة الحصول على لقمة العيش. وبحسب موقع “ديدلاين” الإعلامي المتخصص فإن هذا الفيلم الذي يحمل بنسخته العالمية عنوان The President’s Cake، “يتفوق بشكل كبير” على بعض الأفلام المنافسة على جائزة السعفة الذهبية، و”قد يمنح العراق أول ترشيح له لجوائز الأوسكار”.
وتدور أحداث “مملكة القصب” في أوائل تسعينات القرن العشرين، عندما كان العراق خاضعا لعقوبات اقتصادية صارمة فرضتها الأمم المتحدة بعد غزوه للكويت.
وتكابد الفتاة وجدتها -اللتان تعيشان في مزرعة قصب في جنوب البلاد- لتوفير قوت العيش. وبينما تنتقلان إلى المدينة، ومعهما ديك لمياء وما تبقى لهما من ممتلكات لبيعها بغية توفير ثمن المكونات باهظة الثمن اللازمة لصنع الكعكة، يستكشف الفيلم الواقع الاجتماعي في العراق خلال التسعينات . لم تتح لحسن هادي فرصة تناول الحلوى في سنوات ما قبل المراهقة وكان لا بدّ من انتظار رفع العقوبات عن العراق. ولعدم توفر السكر الأبيض والبيض، اضطر الأطفال العراقيون إلى الاكتفاء بتناول الكعك المصنوع من التمر المطحون، والذي كانت توضع عليه شمعة في بعض الأحيان. ويقول المخرج “عندما تكون طفلا، تشعر بالحزن لعدم حصولك على كعكة عيد ميلادك”، “لكن عندما تكبر، تدرك ما كان على أهلك أن يمروا به لتأمين الطعام الذي تأكله”.
ويرى الرجل أن العقوبات “هدمت النسيج الأخلاقي للمجتمع” وأعادت البلاد “مئات السنين إلى الوراء”، قائلا “لا يتعلق الأمر بعائلتي فقط، بل بكل هؤلاء الناس الذين اضطروا حرفيا إلى بيع كل شيء”، حتى أن بعضهم باعوا “إطارات أبوابهم”.