إستياء من تقليص حصّة قاصدي بيت اللـه الحرام إلى ألفي دولار

المركزي يضيّق على الحجّاج ويدفعهم لفخ السوق السوداء

بغداد - قصي منذر

انتقد مواطنون يستعدون لاداء مناسك الحج، قرار البنك المركزي العراقي بتقليص حصة الدولار المخصصة لهم من 3 آلاف دولار إلى الفي دولار فقط، واصفين القرار بأنه غير منصف ويؤثر بشكل كبير على قدرتهم في تغطية تكاليف رحلة الحج. وأكد المواطنون أمس إن (المبلغ المحدد لا يكفي لتلبية احتياجاتهم المالية أثناء أداء مناسك الحج، ولاسيما في ظل الارتفاع الكبير في تكاليف السفر والإقامة، بالإضافة إلى متطلبات أخرى تتعلق بالمعيشة في الأراضي المقدسة)، واكدوا إن (رحلة الحج تفرض عليهم نفقات غير متوقعة تتعلق بالعديد من الخدمات، بما في ذلك النقل داخل مكة والمدينة، وكذلك الاحتياجات الشخصية، ما يجعل حصة الدولار الحالية غير كافية على الإطلاق)، واعرب المواطنون إن (تقليص الحصة يزيد من الأعباء المالية عليهم، ونطالب المركزي بإعادة النظر في هذا القرار، وزيادة المبلغ المخصص بما يتناسب مع تكاليف الرحلة المرتفعة)، مشددين على (أهمية توفير الدعم الكافي لهم لضمان أداء مناسكهم بحرية ودون مشقة مالية إضافية). فيما ذهب البعض إلى إن (هذا القرار يدفعهم للتوجه إلى مكاتب الصرافة الخارجية، التي تفرض أسعاراً مرتفعة ومبالغاً غير مبررة، ما يزيد من التكاليف بشكل أكبر)، ولفت المواطنون إلى إن (هذه المكاتب تحتكر الأسعار، ما يجعل الحجاج مضطرين إلى شراء الدولار بأسعار أعلى). ووجه، في وقت سابق، مصرفي الرافدين والرشيد، بفتح فروعهما في بغداد والمحافظات لاستقبال طلبات الحجاج الراغبين في شراء الدولار المخصص للسفر إلى بيت الله الحرام. واطلعت (الزمان) على وثيقة مذيلة بتوقيع نائب محافظ البنك عمار حمد خلف جاء فيها (الدولار المخصص سيكون بمقدار الفي دولار لكل حاج، وبسعر صرف رسمي يبلغ 1320 دينارًا للدولار الواحد)، وأضافت إنه (يجب اتخاذ الترتيبات اللوجستية اللازمة لتسهيل بيع الدولار، بما في ذلك توفير الملاكات البشرية المؤهلة في الفروع المخصصة لذلك)، مشيرة إلى إنه (سيتم الاعتماد على منفيسيت الحجيج الصادر من الهيئة العليا للحج والعمرة، معززًا بكود كيو ار إلكتروني، بدلاً من تذاكر السفر، مع ضرورة توفر جواز السفر)، وشددت على إن (جميع مبيعات الدولار ستكون عبر منصة تقارير معاملات المؤسسات المالية، ويجب تسجيل العمليات مع الوثائق المطلوبة)، وأوضحت الوثيقة إنه (سيتم شمول الحجاج، سواء المسافرين برا أو جوا، في عملية بيع الدولار المخصص لهم ابتداء من يوم غد الاحد). وكان فروع مصرف الرشيد، قد باعت للحجاج خلال الموسم الماضي 3 الاف دولار وبالسعر الرسمي. وقال بيان سابق إن (البيع يشمل كافة الحجاج المسافرين جواً وبرا ويكون التقديم عن طريق المنصة ورفع البيانات عليها بشكل مباشر لتجنب التكرار). وكانت الهيئة العليا للحج والعمرة، قد اتفقت مع البنك المركزي على فتح فروع لمصرفي الرافدين والرشيد، في بغداد والمحافظات لتصريف عملة الدولار الى الحجاج. وقد أثار القرار موجة واسعة من الاستياء والغضب، حيث تساءل اقتصاديون عن الأسباب الحقيقية وراء خفض المبلغ المخصص لهم، عادين أن هذا التغيير المفاجئ يزيد من الأعباء المالية عليهم. وأكد الخبراء الاقتصاديون أمس إن ( تخفيض المركزي لحصة الحجاج يعد قرارًا غامضًا ويستدعي توضيحًا عاجلاً من الجهات المعنية، ولاسيما أن هذا القرار يفاقم معاناة الحجاج الذين يعانون بالفعل من ارتفاع تكاليف السفر والإقامة في الأراضي المقدسة)، مطالبين الحكومة والمؤسسات المالية بـ(إعطاء تفسير واضح لهذا الإجراء، الذي يتناقض مع الظروف الاقتصادية الراهنة وتزايد الاحتياجات المالية للمواطنين في ظل التضخم وارتفاع الأسعار).