كلُّ شيءٍ تغيّر

عبد المنعم حمندي

 

كانَ..

كانَ وكنّا معاً..

كانَ لي وطنٌ لا تكونوا به كافرين

كانَ.. كان له شجرٌ

في السموات تغبطها

مدنٌ من رفيف البنفسج في الحالمين

الصباحاتُ فاتنةٌ والمساءات أبهى

ولم نلتفت للسنين

كلُّ فجرٍ ٍ

يغني معي ، وتغني الشوارع ،

حتى صعدنا إلى الشمس ،

لم نرَ غير الحنين

وهوانا الذي غار من عطره الياسمين

وطنٌ  رغم مأساته في الحروب

دفئهُ في القلوب

كلما ضيّقوا الحبل في عنقه

 يَتنفس من رئتيه اليقين

 ......

ما الذي قد تغير

 في وجهِ هذي البلاد ؟

دَمُها  ، نخلها ، أم  مزاج العباد

لم يعُد فجرُها السومري جميلاً

ولا نورها في البزوغ

ولا ليلها في السواد

ولا حزنها في الحِداد

....

ذات حزنٍ نبيل ،نظرتُ اليها،

الى النهر والخوف في القبّرات

في المراعي وفوضى القطيع

وما  في الأقاصيص من وجع الأمهات

قد تشظّى على الضفتين الفرات

 من الحسرات

وقرأت حرار الدموع بعين الحصاة

كلُّ شيءٍ تغيّر

الهواء ، الشتات

والحرائق في كل قلبٍ وبيت

وأنا نصفُ ميت

والبساتين أشجارها من حجر

كلُّ شيءٍ تغيّر

من  أول الضوء

حتى النزول إلى القبر في المنحدر

فلماذا التخفّي  وراء القدر ؟

…

هي أقدارنا لوّحت

في رَمادِ الغروب

خلف ذئب الحروب

كلُّ شيءٍ تغيّر

كيف لا تنطق الذاكرة ؟