فقيه الهويدر .. كتاب تاريخي لسيرة مرجع
بغداد - الزمان
بعد مخاضٍ طويلٍ استمرّ أكثرَ من عشر سنوات، صدرَ عن دار آشور بانيبال كتابُ (فقيه الهويدر)، وهو كتابٌ تاريخيّ سرديّ يتضمّن سيرةً وثائقيةً لحياة سماحة العلّامة الحاج محمد صالح الشيباني، المرجع الدينيّ في قرية الهوَيدِرِ للمدّة من 1915م حتّى 1965م، إضافةً إلى تفاصيل تأسيسِ أرض الهويدرِ والمناطق المجاورة لها، بموجب الفرمان العثمانيّ النادر المؤرّخ في عام 1522م، ومعلومات تفصيليّة عن تأسيس جوامع القرية ومدارسِها وعشائرها وشخصيّاتها ومعالمِها الأثريّة، والطرزِ المعماريّة الفريدة لبيوت وديوخانات ذلك الزمنِ البعيد.
الكتاب من تأليف صالح الشيباني، ومراجعة الأستاذ الدكتور عبد الحليم المدني، وقد كتب حجّة الإسلام الشيخ عبد الرزاق فرج الله الأسدي، مستهلّاً للكتابِ واستِذكاراً لشخصيّة الفقيه الراحل الحاج محمد صالح الشيباني، كما قامَ السيد مثنى الشيباني بجمع الوثائق وتنسيق المعلومات.
قصائد قديمة
يتضمّن الكتاب 21 فصلاً و55 صورة و80 وثيقة، ويقعُ في 912 صفحةً من القطع (الأوربي، كما يضمّ مئات القصائد القديمة التي لم تُنشر سابِقاً، وتؤرّخ أحداثاً ومناسباتٍ عديدةً في قرية الهُويدِرِ، وعشرات المواقف الإنسانية التي جمعت بين الفقيه الحاج محمد صالح الشيباني ورجال العلم والفضل في عصره الذهبيّ، الكتاب متوفّر في دار ومكتبة آشور بانيبال في شارع المتنبي في بغداد، إضافةً إلى مكتبة الوطن العربيّ قرب حسينية الإمام السيد عبد الكريم المدنيّ في بعقوبة، ومكتبة كريم الدهلكي الواقعة خلف مديريّة التربية في بعقوبة.
وقد كتب الأستاذ الدكتور عبد الحليم المدني على الغلاف الثاني للكتاب ما يلي :
عاصرتُ هذا الكتاب منذ ولادته المباركة، وتابعتُه خطوةً خطوة، وشاهدتُ معاناة الشقيقين صالح ومثنّـى في جمع مادّته وتبويبها وتدقيقها، والتنقيب في صفحاتها والبحث في مادّتها الأوّلية التي تنوّعت ما بيـن الوثائق والكتب والمشافهة، والذكريات التـي ما زالت مختزنةً في الرؤوس.. ولعلّ أجمل ما في هذه المادّة أنّ بعضها كان مدوّناً على جدران مضيف فقيه الهويدر (الطاق) بأقلام الرصاص أو الحبـر، أو ما شابهها من أدوات الكتابة المختلفة. إنّ فقيه الهويدر العلّامة الحاج محمد صالح الشيباني (رضوان الله عليه) شخصيّةٌ جمعتْ صفاتٍ متعدّدةً قلّما تجتمع فـي إنسانٍ بمفـرده، فهـو الفقيهُ العالمُ والمصلِـحُ الاجتماعيّ ورجل الكرم والعطاء وصاحب المشاعر الإنسانيّة، ورجل التسامح والفكر والتواضع.. رجلٌ شعبيّ بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معنـى، فضلاً عن نَسَبِهِ الباذخ وعشيرته العربيّة الكريمة (بنـي شيبان) التي سجّل التاريخ أمجادها منذ أقدم العصور. وكان لي شرف مراجعة الكتاب لكلّ صفحاته وتدقيقه من كافّة جوانبه، وأشهد أنّنـي لم أقتـرح أمراً إلّا وأخذ به الشقيقان الكريمان، للوصول إلى وثيقةٍ تاريخيّةٍ علميّةٍ رصينة، تليق بفقيه الهويدر الحاج محمد صالح الشيباني (رحمه الله).
لقد بذل الشقيقان طيلة سنواتٍ كلّ الطاقة لإبراز علم وفضل جدِّهِما الشيباني الفقيه الكريم، وليقدِّما إلى المكتبة العربيّة التـي تُعنـى بسيـر العظماء هذه السيرة العطرة المباركة، التي ما زال شذاها يعطّر أجواء ديالى والعراق.