شكيب كاظم .. الإنسان الطيب والباحث النادر
عبد اللطيف الموسوي
عرفت الأخ العزيز والراحل الكبير الأستاذ شكيب كاظم سعودي أولًا على صفحات الصحف اليومية في ثمانينيات القرن الماضي عندما كنت أقرأ مقالاته ولا سيما التراثية بشغف بالغ إبان دراستي الجامعية.
وقد تعمقت قراءاتي لما كان يكتبه الراحل أبو وائل في تسعينيات القرن الماضي عندما كنت أعمل في جريدة الجمهورية فأقرأ الصحف اليومية جميعًا.
ولم يكن يدور في خلدي أنني سأزامله واعمل معه في مكان واحد، حيث جمعتنا جريدة (الزمان) بعد عام 2003 سنوات طويلة قبل أن تنتهي هذه الزمالة في سنة 2021 لظروف خارجة عن ارادتنا ولكننا بقينا على تواصل.
أجل لم ينقطع تواصلنا بعد 2021 لأنه كان مواظبًا على تزويد مجلة (المأمون) الثقافية التي أتشرف برئاسة تحريرها بالدراسات والمقالات وكنت فخورًا بضمه إلى أقلام المجلة.
وقد عرف عن الراحل شكيب كاظم أدبه الجم وكياسته وتهذيبه مما يجبر الآخرين على احترامه وتقديره وكان هذا الأمر يتجلى في تواصله معي من خلال الرسائل الالكترونية التي نتبادلها كما هو شأنه دائما في قمة التهذيب والأدب، حتى إنني كنت أحتار في إختيار الكلمات التي ترتقي الى مستوى كياسته وذوقه الرفيع فهو يخاطبني بعبارات مثل(سيدنا المحترم) و(صديقي العزيز) وغيرهما..كان الراحل غزير الإنتاج حريصًا على مواصلة الكتابة وكان يزورني في مقر عملي من أجل أن يقتني ما لا يقل عن أربع نسخ من مجلة وبدوري أهديه نسخة إضافية وأسلمه مكافأة النشر وأحيانا يشتري ست نسخ فأعجب من شدة إقباله على إقتناء المجلة والتواصل معها.
صاحب مبادرة
وكنت قد أبلغته بصرف مكافأة له فشكرني على جوابي ولم يعلق بشيء في ما يخص المكافأة. وكنت أنتظر قدومه لكنني لم أكن أعرف بمرضه حتى فوجئت بقراءة نعيه في صحيفة (الزمان).
لقد حزنت كثيرًا لوفاة الصديق العزيز والراحل الكبير الأستاذ شكيب كاظم الذي كان متعاونًا للغاية بل وكان صاحب مبادرة إذ دأب على ارسال لي كل ما ينشر إذا كان متعلقًا بي أو إذا ذكر إسمي في مكان ما أو إذا ما وقعت بيده موضوعًا ما يتناول نشاطًا لي أو أحد كتبي . ولا أنسى له إشادته بي في معرض حديثه عن شيخ المترجمين العراقيين المرحوم كاظم سعد الدين عندما عملت معه سنوات طويلة في جريدة (الزمان) كما كنت عنه موضوعًا في صحيفة عربية في أثر وفاته .
لم أعرف عن الراحل العزيز أبي وائل الا كل خير، فقد كان هادئًا رزنًا حسن المعشر دمث الخلق، لقد فقدنا شكيب كاظم الكاتب الكبير والإنسان الطيب..أجل خسرناه إنسانًا وقلمًا مهمًا وباحثًا نادرًا…
وأخيرًا لا بد لي أن أشيد بجريدة (الزمان) التي عودتنا على المبادرات الخلاقة وتكريم العاملين فيها وها هي تحتفي بواحد من الذين قدموا خدمات جليلة للمشهد الثقافي العراقي وللجريدة عبر سنوات طويلة من العمل الجاد والإخلاص والبحث والتقصي، كما أتقدم بشكري الوافر لرئيس تحرير (الزمان) الدكتور أحمد عبد المجيد لدعوته الكريمة لي بالكتابة عن أخينا الكبير ولمبادرته الرائعة المتمثلة في الإحتفاء به…