الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صدفة غريبة  لكنها جميلة

بواسطة azzaman

صدفة غريبة  لكنها جميلة

عمان - رياض عبد الكريم 

اثناء تجوالي بمعرض صديقي العزيز الفنان التشكيلي علي رضا في قاعة الاورفلي بعمان والذي خصصه لعرض رسوماته في البورتريه وضم اكثر من خمسين عملا لشخصيات عراقية لها حضور مميز في ساحة الفكر والثقافة ، وانا استعرض الرسوم كانت بقرب صورتي المعلقة صورة لشخصية فكرية وصحفية وثقافية ارتبطت معها بعلاقة منذ السبيعنات ، وقفت امامها اتطلع في وجهها الباسم الذي يحمل كل ملامح التواضع والبساطة والمودة مستذكرا كيف ارتبطنا بصداقة كنت خلالها وكأني التلميذ الذي قد بدأ يتعلم من معلمه ، وفعلا كانت انطلاقتي في عالم الصحافة مستلهمة البعض الكثير مما اكتزنته هذه الشخصية من الافكار والثقافات ، وللحظة شعرت بالحزن والاسف لان الزمن الرديء قد ابعدنا عن بعض منذ مايقارب الثلاثين عاماغادرت القاعة وذكريات الماضي وشخصياته تجول في ذهني ، ثمة خطوات ابعدتني عن رصيف القاعة ، واثناء عبوري الشارع توقفت سيارة اجرة لا اعرف مالذي دفعني لكي انظر لمن في داخلها ، لمحت حينها وجه وكأنه اعادني الى الصورة التي احببتها وحزنت لفراقها،لحظات تمر واذا بي انظر الى جسد مثقل بهموم الزمن وتعب الافكار يترجل من السيارة ببطء شديد ، لم اصدق انه هو ، اندفعت نحوه بدون شعور لكي اساعده النزول وحين استقام في وقوفه تطلعت في وجهه وهو يبتسم قال بصوت متقطع لكن يملؤه الفرح (رياض عبد الكريم )، قلت في داخلي وانا احضنه بقوة سهيل سامي نادر ، انه الصوره المعلقة على حائط المعرض وقد نطقت الان ، بقينا للحظات نتحدث ونحن في عناق مستمر ، هو فرحان وانا مستغرب هذه الصدفة ، وحين نظرنا الى بعض ، كان شريط الذكريات ومعنى الحب والصداقة يتعانقان ايضا ويلعنان كل الظروف الحقيرة التي عبثت بالوجود، قبلته عدة مرات وقلت له لم اشك من انني سألقاك ذات يوم واستغرقنا الضحك والفرح والذكريات ، وعرفت منه انه يقيم الان في الدنيمارك مجبرا وبدون راتب تقاعدي وهو الان في عمان في زيارة عائلية ، واكمل طريقه الى المعرض ربما سيتأمل صورتي  ايضا ويتذكر مايشاء، اما انا فلم أشأ ان اغادر اللحظة ، جلست في كافيه قريبة مستكملا تلك الذكريات التي لاتنسى مع الاخيار والاوفياء .

افرحني واسعدني اللقاء بك اخي وعزيزي المثقف الكبير ابا ياسرواطال الله في عمرك ولك كل السعادة والسرور.

نداء الى وزارة الثقافة

شخصية مثل سهيل سامي نادر لها بصمات مميزة في تأريخ الفكر والثقافة وعبر اكثر من ستة عقود متواصلة في العطاء الثر على الصعيدين المحلي والعربي وعشرات الكتب ومئات المقالات ومشاركات في الحافل العربية والدولية ، لايمكن ان يترك يصارع الحياة القاسية وحيدا ويعيش الغربة مجبرا لانه لم يجد ويلمس اي رعاية او اهتمام او حتى سؤال عن احواله الشخصية والصحية والعائلية.

دعوة لوزارة الثقافة متمثلة بوزيرها السيد الفكاك ووكيلها الاخ عماد جاسم لان يبادروا لاحتواء هذه الشخصية الفذة ومنحها الاعتبار والتقدير كونها تستحق اكثر من ذلك وهو ايضا تقدير موصول للوزارة التي من واجباتها الرئيسية هي رعاية المفكرين والادباء والفنانين.


مشاهدات 189
أضيف 2023/05/28 - 3:58 PM
آخر تحديث 2023/09/25 - 7:42 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 212 الشهر 9399 الكلي 8903726
الوقت الآن
الإثنين 2023/9/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير