طبيب: قتل الكلاب السائبة يضاعف خطر الإصابة

تداخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً يعاني من عجز القلب

بغداد – احمد عبد الصاحب كريم

النجف – سعدون الجابري

أكد تدريسي في معهد عشتار الطبي، ان قتل الكلاب السائبة يعد مشكلة كارثية ضمن مسار الحد من مخاطر هذه الحيوانات، محذراً من انعكاساتها الصحية والبيئية. وقال التدريسي باسم العضاض٬ في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (الكلاب حيوانات تدافع عن مناطقها بشكل شرس، وتعمل على تحديد نطاقها ومنع الحيوانات الأخرى من الاقتراب منها، وان قتلها يترك المناطق عرضة لاستباحة حيوانات أخرى وافدة من أطراف المدن، ما يفاقم المخاطر بدلاً من معالجتها)٬ بحسب ما ذكر٬ مبيناً ان (العراق سجّل خلال السنوات الثلاث الماضية٬ 48 حالة إصابة بداء الكلب، إلى جانب 70 ألف حالة عقر)٬ وأضاف ان (كل حالة عقر تكلف الدولة نحو 45 دولاراً٬ تتضمن قيمة اللقاحات للمصابين سواء تأكدت الإصابة أم لا، ما يرفع حجم الإنفاق إلى أكثر من ثلاثة ملايين دولار)٬ مشدداً على (ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية في حال التعرض لعضة الكلب)٬ وأوضح العضاض ان (من يتعرض لهذه الحالة يتوجب عليه غسل مكان الإصابة بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة٬ قبل التوجه إلى المستشفى لتلقي العلاجات اللازمة)٬

كلاب سائبة

لافتاً الى ان (هذا الإجراء كفيل بالتخلص من الفيروس الذي يصيب الأعصاب في جسم الإنسان)٬ وكشف الاستشاري عن (مشروع للسيطرة على الكلاب السائبة قُدّم إلى مجلس الوزراء٬ بالتعاون مع منظمات دولية مختصة٬ منذ بداية العام الجاري، إلا أن بعض الدوائر الحكومية تعيق تنفيذه، رغم حصوله على موافقة رئيس الوزراء)٬ وفقاً لما افاد به. وتتعامل وزارة الصحة٬ مع جميع حالات عضة الكلب باهتمام٬ اذ اكدت توفير اللقاح للمواطنين في المستشفيات العامة٬ بحسب المتحدث باسم الوزارة٬ سيف البدر. وأوضح البدر في تصريح امس ان (العلاج الوقائي يمر بمراحل محددة تبدأ بتنظيف الجرح بشكل كافٍ، ثم إعطاء اللقاح والمصل الخاصين بالمرض)٬ منوهاً الى (اهمية ان تعطى الجرعة الأولى خلال ساعات من التعرّض للإصابة٬ تليها جرعات لاحقة وفق جدول زمني دقيق بعد ثلاثة أيام٬ وأسبوعين اوأكثر من 20 يوماً، بمتابعة فريق طبي مختص)٬ وأضاف البدر ان (الوقاية من عضة الكلب تعتمد كلياً على سرعة التدخل الطبي، لتفادي تلف الأعصاب، الهلوسة، التهابات الدماغ، والخوف من الماء)٬ لافتاً الى ان (الوزارة ليست الجهة المسؤولة مباشرة عن مكافحة ظاهرة الحيوانات السائبة، كما يقع هذا الملف ضمن مسؤوليات السلطات المحلية ومجالس المحافظات٬ وأمانة بغداد ووزارة الزراعة والجهات البلدية والأمنية، فيما يقتصر دور الوزارة على التوعية الصحية وتقديم الرعاية الطبية٬ والمشاركة في اللجان المختصة)٬ واختتم بالقول انه (جميع المؤسسات الصحية لديها اللقاح والمصل الخاصين بداء الكلب٬ لا سيما ردهات الطوارئ في المستشفيات الرئيسة ببغداد والمحافظات).

عمليات طوارئ

يذكر ان (حادثة وفاة شاب فجرت غضباً شعبياً٬ بعد العضة التي تلقاها من الكلب الضال، اذ ظهرت عليه علامات غريبة بعد مدة وجيزة٬ ثم توفي اثر الإصابة). في غضون ذلك٬ شهدت صالات عمليات الطوارئ في مدينة الصدر الطبية بالنجف٬ انقاذ مريض ثمانيني يعاني من فتق سروي مُحتقن، خلال عملية طارئة وصفت بالنوعية. وقال أخصائي التخدير٬ الطبيب أمير الحكيم٬ في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (طوارئ المستشفى استقبلت المريض على وجه السرعة، بعد الكشف عن مضاعفات تستدعي التدخل الجراحي الفوري٬ اذ تم الفحص التمهيدي من قبل فريق أطباء التخدير، وتبيّن وجود عجز قلب متقدم، و إرتفاع ضغط الدم)٬ مشيراً الى (اجراء العملية للمريض البالغ من العمر 18 عاماً٬ تحت التخدير المناطقي بالسونار٬ بما يتناسب مع حالته)٬ وتابع الحكيم ان (المستشفى يمتلك أطباء ذات كفاءة عالية في التعامل مع الحالات الحرجة٬ بما يضمن سلامة المرضى وإنقاذ حياتهم)٬ مؤكداً ان (هذه العملية تجرى للمرة الاولى تحت التخدير الحديث). وانقذت عملية جراحية طارئة في المستشفى٬ شاباً من تلعفر٬ يبلغ من العمر 24 عاماً٬ تعرض لنزف دماغي حاد اثر وقوعه من مكان مرتفع٬ أدى إلى تهشم عظام الجمجمة مع خثرة بالدماغ. و قال أخصائي جراحة الجملة العصبية بالمستشفى٬ زيد عذاب الزبيدي٬ امس٬ ان (شعبة الطوارئ الجراحية استقبلت المريض بحالة غيبوبة كاملة٬ حيث أُدخل فوراً إلى صالات عمليات الطوارئ، و بعد اجراء فحوصات الصور الشعاعية، تم فتح الجمجمة٬ ومعالجة الخثرة الضاغطة على الدماغ ، لايقاف النزف تحت التخدير العام)٬ موضحاً ان (العملية تمت بنجاح٬ اذ إستعاد المريض كامل وعيه بعد أربعة أيام من إجراء العملية٬ وبقي تحت العناية المركزة لإستكمال العلاج).