الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
القندرجي.. طاقة كامنة في عالم المسرح الساخر

بواسطة azzaman

القندرجي.. طاقة كامنة في عالم المسرح الساخر

بابــل - كاظـم بهـيّـة 

في البدء, أود أن أقول وجدت أن من الواجب عليّ أن اكتب عن هذا الفنان لفضله الرائع في إثراء تجربته الفنية المتواضعة، استذكره استذكارا وفيا لجيلنا اليوم وللأجيال القادمة, لا أغالي أن قلت بأن صادق القندرجي ، ذو موهبة وقدرة أدائية متميزة بفنه الذي عرف به آنذاك , يورق فيه الفن والشعر الفكاهي والطريفه والنكتة حيثما يشاء،  كان هذا الفن الساخر يجري في دمه , وكان له كالغذاء والشراب لا يقدر بدون نكته أو مقلب ومع مرور الزمن صقلت موهبته وإبداعه بفنه وكون فرقة فنية له .

كان القندرجي علامة كبيرة لا شك وبصمة في عالم المسرح الساخر فرض نفسه في تلك الحقبة , واعتلى خشبة المسرح في الأزقة والممرات والبيوت وانشد من خلالها قصائده المنلوجية بطريقته التي عرف من خلالها في المجالس النجفية،  يحاول فيها ( صادق ) ان يقف موقفا متحررا من القيود الاجتماعية بمناهضة القيم السائدة البالية , فيعطينا من مفردات قصائد شاعر الشعب عبد الحسين أبو شبع، الحرية ويواجه بها معاناته الخاصة لما عاشه في الواقع آنذاك ،أبان الحكومات الرجعية المبادة في المناسبات والأفراح والمواليد  والذكر  والأعراس والتي كان يلقي فيها قصائده الكوميدية فكان له دور رائد بحركة المسرح الشعبي ( الهزلي ).

 نهض  القندرجي  بفن المنلوج الشعبي وعمل على تطويره بنظم القصائد وأداء قصائده الشعراء المعاصرين له فجاء امتداد الى روحية الشاعر حسين قسام شاعر الهزل وصاحب القصيدة القصيرة الساخرة . فكان لشخصية القسام تأثير كبير في مسيرته الحياتية والفنية وتأثر بشاعريته وقصائده الهزلية الجميلة فتشبعت روحه بحب هذا الأدب مما شجعه للمضي قدما إلى أمام في هذا المضمار بعد ذلك حقق ( صادق ) وبمجهوده الخاص هذه المكانة وقام بأداء العديد من الأدوار ذات المستويات المختلفة ومنفردة للغاية من خلال المسرح الشعبي فتألق فيه بأدواره التي أثارت الدهشة وما زال لمريديه ومحبيه إعجابهم بهذه الشخصية النادرة في البيئة النجفية، لما يمتلكه من شمولية في قدراته الأدائية والحركية معا عندما ,يصدر الكلمات بالحركة والنكته بشكل مذهل . فمن هذا صنع جمهورا ومحبين يتذكرونه حتى هذه اللحظة لأنه كان يعبر عن خلجاتهم النفسية , وحتى يصل إلى أخر نقطة في قلوبهم متفننا بأسلوبه البديع . عالج فيه الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية منتزعة من صميم الواقع الذي يعيشه فكان طابعه الهزلي ( الفنتازي ) شغله الشاغل وهمه اليومي حتى أصبح واحدا من اكبر الطاقات في هذا المضمار ، وهكذا استطاع القندرجي أن يجعل حضوره دائما في هذا الأفق . ومكانه رفيعة في الأوساط الشعبية النجفية,  حيث يأتي اسمه في طليعة الذين عطروا الأجواء بنفحات الهزل والسخرية .

 فعند الاستماع له تلمس عنده روعة التعبير عن أحاسيسه لكونه يمتاز بخفة دمه وحبه للنكته والمداعبة البريئة . فكان شخصية قل نظيرها لكونه طاقة كامنة فأعجب الجمهور ألنجفي بفنه غاية الإعجاب في الستينات القرن الماضي .


مشاهدات 38
أضيف 2025/12/30 - 11:08 PM
آخر تحديث 2025/12/31 - 12:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 30 الشهر 22968 الكلي 13006873
الوقت الآن
الأربعاء 2025/12/31 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير