لماذا لم تطلق المنحة ؟

حيدر كاطع المرشدي

رغم ما يمر به البلد من ازمات اقتصادية ومعيشية خانقة يبقى الادباء والصحفيون والفنانون من اكثر الشرائح تهميشا مع انهم يمثلون الواجهة الثقافية والاعلامية والفكرية للمجتمع وصوت الناس في اوقات الشدة ومرآة الواقع بكل ما فيه من الم وامل

ان منحة الادباء والصحفيين والفنانين ليست ترفا ولا منة بل حق مشروع اقر دعما لشريحة اسهمت وما زالت في بناء الوعي الوطني وتثبيت القيم ونقل الحقيقة وحماية الذائقة العامة من الانحدار لكن السؤال الذي يفرض نفسه باصرار هو لماذا لم تطلق هذه المنحة حتى الان؟

ومن يتحمل مسؤولية هذا التاخير غير المبرر؟

لقد اطلقت وعود كثيرة وصدرت تصريحات متعددة لكن الواقع ما زال جامدا والملفات عالقة بين الروتين الاداري وتضارب الصلاحيات وغياب الرؤية الواضحة وفي ظل هذا التاخير يعاني الكثير من الادباء والصحفيين والفنانين من ظروف قاسية بعضهم بلا دخل ثابت وبعضهم يواجه المرض والعوز بصمت مؤلم دون ان يجد من يلتفت اليه.

الاخطر من ذلك ان تجاهل هذه الشريحة يبعث برسالة سلبية مفادها ان الثقافة والاعلام والفن ليست من اولويات الدولة في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى الكلمة الصادقة والقلم الحر والعمل الفني الهادف لمواجهة التطرف والفساد والتضليل والانحدار الاخلاقي.

ان اطلاق هذه المنحة لا يحتاج الى خطابات مطولة بل الى قرار شجاع وارادة حقيقية والية شفافة تضمن وصول الدعم الى مستحقيه بعيدا عن المحسوبية والاستغلال كما يتطلب تنسيقا جادا بين الجهات المعنية والنقابات والمؤسسات الثقافية لوضع حد لهذا الانتظار الطويل.

ختاما

 ان انصاف الادباء والصحفيين والفنانين هو انصاف للثقافة الوطنية نفسها وتاخير المنحة ليس مجرد تاخير مالي بل اهمال لقيمة الانسان المبدع ودوره في بناء الوطن فهل نرى تحركا حقيقيا ينهي هذا الملف؟ ام سيبقى الابداع اخر ما يفكر به؟