(الزمان) تتابع جهود الموارد المائية في التعامل مع موجات الأمطار

كربلاء: سد الأبيض خيار مهم لمواجهة الفيضانات وتعزيز الخزين الجوفي

كربلاء -  محمد فاضل ظاهر

يشهد الوضع المائي خلال المرحلة الحالية٬ توقعات بتعرّض عدد من المحافظات العراقية، بينها كربلاء، لموجات أمطار غزيرة وسيول، اذ تكثف مديرية الموارد المائية في كربلاء٬ استعداداتها للتعامل مع هذه الحالات، مؤكدة التوجه الى حلول مستدامة رغم غياب السدود الطبيعية داخل المحافظة.

إنشاء سد

وقال مسؤول إعلام المديرية٬ علي فاضل٬ لـ (الزمان) امس ان (السيول تتركّز عادة في المناطق الجبلية والمفتوحة، ولا سيما الجهة الغربية من صحراء عين التمر، وتعمل وزارة الموارد حالياً على إنشاء سد الأبيض في القضاء المذكور، بعد استكمال التصاميم والكشوفات وفحوصات التربة وتحديد الموقع من قبل الشركة المنفذة، والذي أُدرج ضمن خطط التنفيذ)٬ مبيناً ان (أمطار الموسم الشتوي الجاري تشكّل رية أولى للمحاصيل الزراعية وتسهم في تعزيز المياه الجوفية)٬ وأشار فاضل الى (اتخاذ مديرية موارد كربلاء٬ إجراءات احترازية بالتزامن مع غزارة الأمطار، تتضمن تقليل الاستهلاك المائي، تعزيز الإطلاقات، وتنفيذ أعمال تطهير المبازل والأنهار قبل هطول الأمطار للحفاظ على الخزين)٬ موضحاً ان (كميات الأمطار في المحافظة بلغت خلال اليوم الماضي نحو 14.30 ملمتر، فيما سجّل قضاء عين التمر 15 ملمتراً)، وتابع ان (المحافظة لا تمتلك خزيناً مائياً ثابتاً، كما تعتمد على حصتها الواردة من نهر الفرات)٬ وتحدث فاضل عن (خزين المياه٬ مؤكداً بان بيانات الوزارة افادت بتجاوز نسبة الخزين 700 مليون متر مكعب، في عموم العراق).

لافتاً الى انه (مع غياب وجود خزين محلي في كربلاء، جرى التوجّه لإنشاء سد الأبيض الثاني في عين التمر٬ لحصاد مياه السيول وخدمة المناطق المجاورة وتعزيز المياه الجوفية)٬

ورجح صعوبة إنشاء السدود داخل المحافظة الى غياب البيئة الطبيعية المناسبة)٬ منوهاً الى ان (بحيرة الرزازة تعد خزيناً ميتاً جراء ارتفاع الملوحة، واننشأت للحماية من الفيضانات)٬ وبشأن الاستعدادات لأي موجات فيضانية، افاد فاضل بأن (المديرية تواصل تبليغ الساكنين على ضفاف الفرات باتخاذ الحيطة والحذر، كما تعمل على ازالة التجاوزات في مناطق الخطر عبر شعبة السدّات، الى جانب تسليك الموجات الفيضانية جنوبًا عند ورودها)٬ واختتم بالقول ان (الأمطار ليست آنية الأثر، إذ تُسهم في تعزيز المياه الجوفية على المدى المتوسط، كما اكد التنسيق مع مديرية مجاري كربلاء لتصريف مياه الأمطار عبر الشبكات إلى المبازل وبحيرة الرزازة، مستبعداً حدوث فيضانات داخل مركز المدينة٬ لعدم وجود انحدارات طبيعية، فيما تُدار مياه الصحراء الغربية نحو مناطق مفتوحة مخصّصة لحصادها). ويتوقع مركز إنعاش الأهوار٬ أن تسهم موجات الأمطار في تحسين واقع المياه والزراعة، مع بدء ارتفاع منسوب مياه الأهوار تدريجياً، بما يعزز الآمال بإنعاش البيئة الطبيعية ودعم النشاط الزراعي في مناطق الأهوار.

تحسين واقع

وقال مدير المركز، عدنان الموسوي، في تصريح امس ان (الخزين الاستراتيجي للمياه في السدود والخزانات وصل الى أدنى مستوياته، ما جعل الوضع المائي حرجاً جداً)٬ مبيناً ان (الأمطار والسيول الأخيرة تمثل بارقة أمل لتحسين الواقع المائي في البلاد)٬ وأوضح الموسوي ان (السيول القادمة من أعالي الخزانات تقوم وزارة الموارد المائية بتوجيهها الى السدود والخزانات لغرض تأمين خزين استراتيجي، فيما سيتم تصريف الفائض باتجاه نهري دجلة والفرات، ما يؤدي لوصول المياه الى مناطق الأهوار وانتعاشها تدريجياً).

مشيراً إلى أن (الأهوار تعاني حالياً من الجفاف، سواء في المسالك المائية التي جرى تطهيرها من قبل مركز إنعاش الأهوار أو في البرك العميقة والمنخفضة، إلا ان هذه المواقع أسهمت بشكل كبير في استمرار النشاط السياحي، رغم قلة الإيرادات المائية وشح المياه)

واكد الموسوي ان (عملية غمر الأهوار تتم بشكل تدريجي مع ارتفاع المناسيب)، مبيناً ان (وزارة الموارد في حالة استنفار، لضمان توزيع المياه بشكل متوازن ومنع احتجازها في منطقة واحدة، تفادياً لحدوث فيضانات أو غرق المناطق السكنية).