هَلْ كَاْنَ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ دِيسمبر اخْتِيَاْرَاً مُنَاْسِباً لليومِ العَالَميّ للغةِ العربيَّة ِ؟
كريـم عـبيـد عـلـوي
يُحَاْوِلُ هَذَاْ المَقالُ مِنْ خِلَاْلِ رَصدِه وتَحْليلِهِ النقديّ الحفريّ في التَّواريخ الموجودة على صفحة اليونسكو فِيْ موقعها الالكترونيّ الافتراضيّ المتعلقة بالاحتفاء باللغات الإنسانيَّة المختلفة ومناسبة تلك التَّواريخ لثقافاتها أنْ يصلَ إلى رُؤيةٍ يستشفُ من خلالها هلْ كانَ توقيتُ يوم اللغة العربيَّة العالميّ مُناسباً ؟ وما الذي خلَّفه اختيارُ هذاْ التَّاريخِ مِنْ وعي في الاحتفاء بيوم اللغة ؟ فلقدْ اعتادتْ مؤسساتُنا العلميّة المختصّة بدراسة اللغة العربيّة فِيْ بلدان عالمنا العربيّ على الاحتفاء فيْ كُلِ عامٍ بيوم الثَّامنَ عشرَ من كانون الأوَّل (ديسمبر) بوصفه يَوماً عَالمياً للغة العربيَّة ، وقد وقع الاختيارُ على هذا اليومِ لأنَّ مؤسسة الثّقافة في الأمم المتحدة في سبعينيات القرن الماضي في هذا التَّاريخ تحديداً وبسعي بعض الأعضاء العرب الفاعلين قرَّرتْ اعتمادَ العربيَّة لغةً في التَّرجمة الفوريَّة في خطابات الأمم المتحدة ، ففي أروقة الأمم المتحدة قبل عام 1973كانتْ خمسُ لغاتٍ عالميةٍ تتداول في التَّرجمة الشفاهيَّة الفوريَّة في المؤتمرات والاجتماعات وترجمة الوثائق ونشر البيانات هي : ( الإنكليزيَّة ، والفرنسيَّة ، والروسيَّة ، والإسبانيَّة ، والصينيَّة) وفي عام 1973 أُضِيْفَتِ اللغةُ العربيَّةُ لغةً سادسةً ، فالتحقتْ بهذه اللغاتِ في التَّرجمة والاعتماد الدَّوليّ . وثمة تقليد كرَّسته الأمم المتحدة في الاحتفاء باللغات وبالإرث الثَّقافيّ بنحوٍ عامٍ ، فَارتأتْ كلُّ أمةٍ أنْ تحتفي بلغتها وتختارَ تاريخياً تقترحُهُ هي يُلائِمُ ثقافتَها كي يجرى فيه الاحتفاءُ بلغتِها ، ويُخَصَّصُ يومٌ لذلك ، فكثير من اللغات التي تعتمدها الأمم المتحدة يجرى الاحتفاء بيومها في تواريخ لا ترتبط بالضرورة مع تاريخ اعتمادها لغة دولية في أروقة الأمم المتحدة ؛ لكن العرب قد وقع اختيارُهم على هذا اليوم دون غيرِهِ باقتراح من السّعوديَّة والمغرب، وهذا التّقليد العربيّ في الاحتفاء باللغة العربيَّة بهذه التّاريخ لارتباطه باعتراف الأمم المتحدة بعالمية العربيَّة يشبه التَّقاليد الهنديَّة في احتفائها بلغتها ، ففي 10 يناير يجري الاحتفالُ باللغة الهنديَّة ؛ لأنَّ هذا اليوم يؤرِّخُ لأوَّل يومٍ تمَّ التَّحدثُ فيه باللغة الهنديَّة في الأمم المتحدة عام 1949 . وثمَّة أمم كثيرة رأتْ بميلاد شُعراء وكتَّاب معينين أبدعوا نصوصاً أدبية خالدةً مسرحياتٍ وملاحمَ شعريَّة عابرة للزمن وللثقافات وتُرْجِمَتْ إلى لغاتٍ كثيرةٍ جداً رأتْ هذهِ الأممُ أَنْ يكونُ الاحتفالُ بيومِ لغتها موافقاً لتاريخ ميلاد هؤلاء المبدعين ؛ فاللغة تحيا بالاستعمال ويضوع صيتُها في الأعمال الخالدة بين الثّقافات الأخرى إلى جنب أنَّ هذه النّصوصَ تشتملُ على الجانب الأسطوريّ والملحميّ الذي يخلّد بطولاتِها ونضالاتِها ويُعرّفُ بثقافة هذه الأممِ ويجذّر هويتها ويعزّزُ روحَ الانتماء عندَ أبنائها للغتهم ولثقافتهم ، فعلى سبيل المثال أن يوم 23 من أبريل يجري فيه الاحتفال باليوم العالميّ للغة الإنكليزيَّة ، وهذا اليومُ يُوافق ولادة الشَّاعر الإنكليزيّ المسرحيّ الكبير (وليام شكسبير) ،و قد اختير اليوم السَّادس من يونيو يوماً عالمياً للغة الروسيَّة ،فهذاْ اليومُ يتزامن مع ميلاد الشَّاعر الروسيّ الكبير(بوشكين) ، وفي العشرين من مارس آذار يتمُ الاحتفالُ باليوم العالميّ للغة الفرنسيَّة لأنَّ هذا التاريخ يتوافقُ مع الإعلان عن المنظمة الفرنكوفونية ،ويوافق يوم 23 من أبريل اليوم العالميّ للغة الإسبانية ، وهو يوم وفاة الكاتب الإسباني (ميغيل دي ثيربانتس سافيدر) المتوفى عام 1616 ، وفي يوم 9 فبراير يُحْتَفَى باللغة اليونانيَّة لأنه تاريخ وفاة الشاعر اليوناني ( ديونيسيوس سولوموس)عام 1857 وكان قد كتب النَّشيد الوطنيّ اليونانيّ . وقد وقع الاختيار للاحتفاء باللغة الفارسيَّة على يوم 15 من آيار الذي يُصادف ميلاد الشَّاعر الفردوسيّ صاحب ملحمة الشاهنامة ، وفي تاريخ التَّاسع من نوفمبر يتم الاحتفالُ باللغة الارديَّة الباكستانيَّة لأنَّه يوم ميلاد الشَّاعر والفيلسوف الباكستانيّ مُحمَّد إقبال .
وثمة تواريخ لأممٍ تحتفي بها مجموعةٌ من الشّعوب بلغاتها ترتبطُ بالتحولات التي شكّلت ثقافتها وأنظمتها المعرفيَّة كالانتقال من الشّفاهيَّة إلى الكتابة واختراع أبجديَّة للغتها ، فالتَّدوينُ من شأنه أنْ يُشكّلُ الأطرَ المعرفيَّة ويُوثّقُ ذاكرتها الجمعيَّة ونظمها في التَّفكير ، ففي العشرين من أبريل يجري الاحتفال باللغة الصينيَّة ، وهذا التَّاريخ هو تاريخ وضع أبجدية حروف اللغة الصّينيَّة من قبل العالم ( كانجيه ) حتى أنَّ الأساطير الصّينيَّة تعتقد أنَّ الالهة والأشباح قد بكوا فرحاً وهطلت الأمطار في هذا اليوم السَّعيد بسبب وضع الأبجديَّة الصّينيَّة . ويرتبطُ الاحتفالُ بيوم اللغة عند شعوبٍ أخرى بمواجهتها وتخطيها لتحديات تهدد هويتها و حقوقها الثَّقافيَّة ونضالها المرير للحفاظ على لغتها وأدبها وحقوقها الثَّقافيَّة والقوميَّة ، فيوم اللغة الكرديَّة يُصَادِفُ في يوم 15 آيار لأنَّه يرتبط بتاريخ صدور العدد الأوَّل من جريدة( هاوار) الكرديَّة عام 1932 التي أسَّسَهَاْ (جلادت بدرخان) ؛ بينما يجري الاحتفالُ باليوم 26 من سبتمبر بالاحتفال باللغة التركيَّة ، فهذا اليوم يوافقُ تاريخَ انعقادِ أوَّلِ مؤتمرٍ للغةِ التركيَّة عام 1932 حينما دعا مصطفى كمال أتاتورك للهويَّة القوميَّة التركيَّة . أمَّا تنزانيا واحتفاؤها بيوم لغتها السَّواحليَّة فهو أقرب أنْ يكونَ عيداً وطنياً، فقد أقرَّت الأمم المتحدة يوم السَّابع من تموز يوليو اليوم العالميّ للغة السَّواحليَّة الافريقية ؛ لأنَّ هذا اليوم يرتبط بتاريخ إعلان الاتحاد الافريقيّ بقيادة الزَّعيم يوليوس نيريري عام 1954 في تنزانيا ( تنجانيقا) وتأكيدهم أنَّ اللغة السَّواحليَّة من أمضى وأقوى الأسلحة للنضال لتحقيق الاستقلال والتَّحرر بسبب انتشار الإنكليزيَّة فيْ مستعمرات بريطانيا في الدول الافريقيَّة. وقدْ يرتبطُ الاحتفاءُ باللغة بالحفر التاريخيّ لحقب تشكّل الأمم والشّعوب ، فالاحتفاء باللغة الإسبانيَّة يوافق يوم 12 من أكتوبر لموافقته لتاريخ اكتشاف القارَّة الامريكيَّة من قبل كريستوف كولومبس عام 1492 ثم عُدِلَ عن هذا التَّاريخ إلى يوم 23 أبريل .
واختيار هذا التَّاريخ دون غيره من قبل العرب يَشفُّ عن أمرين اثنين ، أولهما التَّعبير عن الامتنان لهيئة الأمم المتحدة في جَعْلِ العربيَّة لغة معتمدة في أروقتها واستجابتها لجهود الأعضاء العرب في اقناعهم باعتماد هذا القرار ، والأمرُ الثَّانيّ يتلخَّصُ بأنَّ هذا التَّاريخَ يُشكّلُ انتصاراً للغة العربيَّة بوجه الصّراعات والحروب اللغويَّة التي حاولتْ طمس معالمها وإحلال لغة المستعمر أو اعتماد العاميَّات المحكيَّة في التَّواصل فها هي العربيَّة تصبحُ لُغَةً دوليةً ، هذا الأمرانِ و إنْ كاناْ أمرينِ مقبولينِ ولكنهما يُضَيِّقَانِ وظائفَ اللغة ويحصرانها في التَّواصلِ بينما اللغة نظام تفكير وتسهم في تكوين العقل العربيّ الجمعيّ وبناء تمثّلاته الفكريَّة عن الوجود وبناء ذاكرته الثَّقافيَّة .
ويرتبطُ هذا اليومُ بنحو عامٍ في وعي المحتفلينَ به بمفهوم التَّحدي اللغويّ والخطر الذي يهدد الأمنَ اللغويّ واعتراف الآخر الغربيّ بعالمية اللغة العربيَّة إذ يتمُّ استذكارُ أبرزِ قضايا اللغة العربيَّة التي تهدد استعمالها فيلتقي خطابانِ ، الأوَّلُ خِطابٌ يرصدُ التَّحدياتِ ، والثَّاني هو خِطابُ الاعتزاز والإشادة بالعربيَّة وبإرثها الأدبيّ واللغويّ وأنَّها لغة القرآن الكريم . وما مِنْ شَكٍّ أنَّ هذاْ الأمرَ هو أمرٌ طيبٌ و يَصُبُّ في الحفاظ على العربيَّة والتنبيه إلى السُبلِ العلميَّة التي ينبغي انتهاجُها في وضع خططٍ ورؤى وسياساتٍ لغويَّةٍ تضمنُ بقاءَها وفاعليتها في التَّواصل إلا أنَّ المُشكلة ــ التي يرصدها هذا المقالُ ــ أنَّ هذا الاحتفاء يرتبطُ بأطرٍ ضيقةٍ ويَنْحَصِرُ ــ فِيْ أغلبهِ ــ بالتكليف الرَّسميّ بمهامٍ مهنيةٍ للمختصينَ بعلوم اللغة العربيَّة وآدابها ولا يمتدُّ إلى الفضاء الثَّقافيّ العام الرحب ليشمل مؤسساتٍ ثقافيةً وأدبيةً وصُحفاً إعلامية وقنواتٍ فضائيَّةً . وإذا حضرَ الاحتفالُ في الفضاء الثَّقافيّ العام غيرِ الرسميّ عبر هذه القنوات فهو حضورٌ خجولٌ لا يرتقي لمكانة اللغة في المجتمع ومنزلتها من الفكر والثَّقافة والوعي الجمعيّ وارتباطها بتشكيل الهويَّة وكونها أداة لتمثُّل الأشياء ونظام تفكيرٍ وعقل استدلاليّ ، فهي ليستْ مجردَ وسيطٍ صوتيّ وأداةً تشفُّ عن المعاني بحيادٍ مُجَرَّدٍ. فهذه التَّصوراتُ الأخيرةُ عن اللغة من شأنها أنْ تحررَ الاحتفاءَ بيوم العربيَّة من قضبان التّخصص اللغويّ المحض ومؤسسات تعليمها لأنَّ الأخيرة ــ ومما يؤسف له ــ باحتكارِها لهذا اليوم كرَّستْ تصوراً خاطئاً يلخّص اللغةَ بالتَّواصل ويُغَيِّبُ وظائفها الفكريَّة والثَّقافيَّة ، ومما يعضدُ ذلك هو تسمية هذا اليوم بـ (يوم الضَّاد) ، فالتَّسميةُ فيْ حقلِ تحليلِ الخِطابِ ليستْ تسميةً اعتباطيةً بلْ تَنْطَلِقُ من مُوجهاتٍ ثقافيَّة وأطرٍ فِكريَّةٍ ، فالتَّسمية في الخِطاب لا تنطلقُ من إجراءٍ تفريقيّ في الدَّلالة والإشارة إلى الشَّيء وتمييزه عن غيرِهِ بل تشكّلها رؤية مُنشئ الخِطاب عن المُسَمَّى وموقفه من الشّيء الذي يسمّيه وتقييمه لَهُ ، فالحفرُ فيْ مسوغاتِ التَّسميَّة ــ حسب (ميشال فوكو) ـ هو حَفْرٌ أركيولوجيّ في طبقاتِ الخِطابِ المعرفيَّة( الابستيمية) . فغالباً ما يُسمَّى يوم اللغة العربيَّة بـ (يوم الضَّاد) وأراها تسميةً غيرَ مُوفقةٍ بل غيرَ مناسبةٍ لانَّ العربيَّة قدْ تطوّرتْ فيْ بِناها النَّحويَّة والصَّرفيَّة والصَّوتيَّة والدلالية ، فعربيتنا الأدبيَّةُ المُعاصرةُ لم تعدْ تحتفظُ بهذا الصوتِ. وإنَّ جزءاً من عبقرية اللغة هو مرونتها وقدرتها الدَّاخليَّة على استيعاب المعاني المُعاصِرة التيْ لَمْ يعرفْها معجمُها القديمُ وجنحوها إلى التَّطوّر في أصواتها وأنظمتها الدَّلاليَّة والنَّحويَّة وهذا ما شهدته العربيَّة المُعاصرة ، فالتسمية بـ (يوم الضَّاد) تجافي روحَ اللغةِ فِيْ مرونتِها وجنحوها نحو السّهولة وتعكسُ الرؤيةَ اللغويَّةَ التَّقليديَّةَ التي تعتقدُ بثباتِ اللغةِ في التَّقعيدِ والوصفِ والتي ترى في اللغة أصواتاً يعبّر بها كلُّ قومٍ عَنْ أغراضِهم بينما اللغة هيْ نظامُ تفكيرٍ ولها وظيفةٌ تفاعليَّةٌ تعززُ التَّضامنَ بَيْنَ أَفْرَاْدِهَاْ وترتبطُ بالهويَّةِ والثَّقافةِ ونُظمِ التَّفكيرِ. فحسبُ هذا اليومِ أنْ يُسَمى بـ (يوم اللغة العربيَّة) وكفى ؛فـ دلالة لفظ ( اللغة العربيَّة ) يتضمّن كلَّ ما جرى التنويه به من وظائف تواصليَّة وثقافيَّة وفكريَّة.
وكم هو جميل لو أُتُخِذَ يوم العربيَّة موافقاً لميلاد أو وفاة أبي الأسود الدؤليّ لِمَاْ شكّله نَقْطُ المُصحفِ الشَّريف منْ مُحركٍ لعلوم اللغةِ ، أو ميلاد سيبويه ، فكتابه هو النَّصُّ المؤسس لا لعلوم اللغة فحسب بل النَّص المؤسس لأنساق التَّأليف العربيَّة ، فهو أَوَّلُ كِتابٍ علمي منهجي يُخَط ُّفي الحضارة العربيَّة الإسلاميَّة ، أو يُتَّخَذُ ميلادُ الجَاحِظِ ، أو المُتنبيّ، أو ميلاد الكنديّ الفيلسوف العربيّ ، أو ميلادُ نجيب محفوظ سفير الأدبِ العربيّ نحو العالميَّة لحصولهِ على جائزة نوبل ، أو تُتَّخَذُ وفاة الطبريّ لِمْاْ يمثله تاريخُهُ من تشكيلٍ للذاكرةِ الجمعيَّة العربيَّة ، أو الاحتفاء بتأسيس أَوَّلِ جامعةٍ عِلميَّةٍ عَرَبيَّةٍ ، أو الاحتفاء بتاريخ ظهور الطِباعَة فِي العالم العربيّ ، أو الاحتفاء بتأسيس أَوَّلِ مجمعٍ علميّ عربيّ ، أو بنجاح مشروع التَّعريب في بلدٍ من البلدان العربيَّة التي شهدت محاولاتٍ استعماريةً لطمس هويتها اللغويَّة كالمغرب والجزائر فهما مثال طيّب للنضال الفكريّ والثقافيّ ، أو جرى اتخاذ مولد حُنَيْنِ بن إسْحق ، وهو من مؤسسي بيت الحكمة وروَّاده ، فمشروع بيت الحكمة يُعَدُّ لحظةً مفصليةً في الثَّقافة العربيَّة والتلاقح الحضاريّ من خلال الترجمة واتساع معجم العربيَّة الاصطلاحيّ ، أو يُتَّخَذُ ميلادُ طه حسين لريادته النَّقديَّة المعاصرة ، فعلى يديه تمخّض ميلادُ النَّقدِ الحديث ، وولدت الحداثة النَّقديَّة لا في الأدب فَحَسْبُ بلْ في التَّعليم والثَّقافة بنحوٍ عامٍ .
ومَنْ يدريْ لو جرى العرفُ في الاحتفاء باللغة العربيَّة بولادة مبدعينَ وأعلام الفكر اللغويّ من نخبٍ شكّلتْ نتاجاتُهم مفصلاً مهماً في تطور علوم العربيَّة ورفدها بأساليب بيانيةٍ متميزةٍ ونقلتْ الأدبَ العربيّ إلى مصاف العالميَّة أقولُ مَنْ يدريْ لو احتفى بهؤلاء المبدعينَ واتُّخِذَ ميلادُهم يَوماً عالمياً للعربيَّة والهويَّة الثقافيَّة بنحوٍ عامٍ لكان هذاْ اليومَ يُنْظَرُ إليه بوعي مُخْتَلِفٍ و لاكتسب دَلالةً رمزيةً مُغايرةً ولكانَ قدْ تحررَ من التقليديَّة في الاحتفاء ومن الطقوسيَّة الإداريَّة التي تَحتكرُها ـ في الغالب ـ المؤسساتُ المعنيةُ بتعليم اللغة العربيَّة فِيْ جَامعاتنا العربيَّة .
/ باحث وتدريسي بجامعة بـغـداد