دكتوراه ولكن ..
عباس الفياض
من منا لا يحب ان يحمل شهاده الدكتوراه، ومن منا لم يحلم بان يقترن اسمه بحرف (الدال) دلاله الشهادة العليا، لما لها من خواص وميزات عديدة ومهمة لا يمكن تحديدها باطر سوى مكانتها العلمية ورقي مستوى اختصاصها والمهارة فيها.
الى جانب اطر اخرى على الصعيد الاجتماعي والحياتي العام. لكن ابرزها وهو الشائع بين الناس انها تقترن باسم الشخص حتى غدت تطلق عليه منفرده (دكتور) دون ذكر الاسم.. وهي من محاسن ولطف التعامل واحترام الدرجة العلمية لحامل شهاده الدكتوراه..
ولحامل الشهادة حق استخدام هذا الوصف.. ولا يحق لغيره سواء كان ابناً اواخاً او زوجة.. الى هنا فان الامر يبدو طبيعياً ومنطقياً، لكن من غير الطبيعي وغير المنطقي ان تطلق على نفسك الدكتور(فلان).. اوتسبق حرف (الدال) دلالة شهادة الدكتور قبل اسمك في المخاطبات والمحادثات في المحافل العامة والخاصة.
انتحال صفة
وخلال سنوات قريبة.. وجدنا حالات واشخاص ينتحلون هذه الصفة دون وجه حق .. لم نجد من يحاسبهم او يرفع هذ اللقب عنهم بالقانون. وسلطة التعامل الصادق.
ولكم امثلة هنا صادفتنا خلال عملنا وتعاملنا مع عدد ليس بقليل من الناس.. ومنهم من يروج لنفسه بانه يحمل شهادة الدكتوراه باختصاص ربما لم يجد احد يناقشه فيه..
فحالة الدكتور(...) التي عرف بها انه مختص بفنون تدريب اللياقة والتعامل والقدرات البشرية المكنونة داخل الشخص.. وله نظريات يسوق بها لنفسه كيفية الجلوس والمخاطبة واستخدام الاشارات وهذا طبعاً يمكنك ان تجده باي بحث او كتاب عن الادبيات والثقافة العامة والعلاقات.
وحين بحثنا في اصل حالة الدكتور هذا فوجدنا انه كان متطوعا في الجيش برتبة نائب ضابط وبعد عام 2003 انتظم في دورات لمنظمات المجتمع المدني الني تكثر من السفرات والدورات العامة داخل وخارج العراق مما شجعه ليطلق على نفسه الدكتور( فلان) ليصدق نفسه ويصدقه الاخرون ممن على شاكلته.
اما حالة الدكتور(...) فهي تختلف بالشكل عن الاولى لكنها تلتقي بالمضمون وهو اقتران الاسم بدال الدلالة على الدكتوراه.. وانتشرت بين عائلته والاوساط القريبة منه وعند لقائه وزيارته لأي مؤسسة او شخصية رسمية خاصة انه يرتدي البدلة الرسمية مثل(زميله السابق) ليلاً ونهاراًً حتى في ايام الجمعة والعطل الرسمية والرحلات والسفر.. ليوحي للأخرين بمظهره انه دكتور فعلا وهو في حقيقة الامر ما هو الا بائع لزيوت السيارات وامي لا يجيد القراءة والكتابة لكنه يجيد المراوغة والمكر والتلاعب بالألفاظ.
والحالة الغريبة الاخرى التي صادفتنا في الوسط هي لمعاون طبي مختص بالتضميد وزرق الابر خدع نفسه والاخرين بانه يحمل شهادة الدكتوراه في الطب والجراحة ومارس دور الدكتور والطبيب في الشارع ومنطقته حتى ان احد المحافظين صدقه واصدر امرا بتعيينه مستشارا صحياً له.. ووجه دائرة الصحة بان يتفرغ للعمل في خدمة المحافظة.
تمتع بالامتيازات
هذه ثلاث حالات انتحلت صفة ليست من حقها وتعاملت بثقل من يحمل الشهادة الحقيقية وربما تمتعت ببعض الامتيازات اقلها ان الاخرين يطلقون عليه لقب (دكتور).. وهي نماذج لحالات انتحال الصفة والشهادات والرتب كثيره سادت للأسف في مجتمعنا بعد ان غابت الرقابة الحقيقية لمحاسبة امثال هؤلاء.
ونقول انها كثيرة لامعان كثيرين من اصحاب النفوس الضعيفة على استغلال الابرياء وتمرير ماربهم داخل المجتمع والمؤسسات بهذه الصفة (المشبوهة).
هي دعوة لمحاسبة منتحلي الصفة ووضعهم في اماكنهم الطبيعية ليمارسوا دورا طبيعيا في الحياة يتناسب مع امكانياتهم وقدراتهم التعليمية والبشرية والعقلية.