قلبي وطن لروحك
شليمار عبدالمنعم محمد
حين تتبعثر فيك الخطى،
وتضيع منك دروب الأمل،
ستجدني هناك،
أفتح لك حضني كسماءٍ لا تنتهي،
وأمنحك من قلبي أرضًا تسكنها،
لتشعر أنّ لك ملاذًا واحدًا لا يزول.
أنا لك دفءٌ يذيب برد الأيام،
وأمانٌ يصدّ نسائم الوحشة.
أبني حولك أسوارًا من حنان،
وأشعل في دربك مصابيح الطمأنينة،
كي لا يعانقك العتم،
ولا يهزمك الغياب.
أزيل عنك أثقالك،
وأمسح عن جبينك غبار التعب،
أجعل دموعك مطرًا ينبت فرحًا،
وأغنيك عن كلّ جرح.
فأنا قلب يفيض بالسكينة،
وروحٌ تلملم من داخلك الخوف.
سأكون لك ظلًا حين تحترق شمسك،
وأكون لك شمسًا حين يطول ليلك.
أرافقك في كل منحنى،
كجذرٍ يتشبّث بروح الشجرة،
لا يتركها لرياح الغياب،
ولا يسلمها لنبض الريح.
روحي لك نهر لا ينضب،
كلّما عطشت سقيتك،
وكلّما جفّت خطواتك احتويتك.
أنا نبضك الذي لا يخون،
وصوتك حين يضيع منك الكلام،
وعمرك الثاني الذي يحيا بك.
لن يسرقك الحزن من حضني،
ولن يقترب منك اليأس ما دمت في دمي.
أنا لك مأوى لا يُهزم،
أرضي لك سكن، وسمائي لك ظل،
وأيامي لك جناحان من رحمة،
تحملك بعيدًا عن كلّ وجع.
*قلبي وطن لروحك،*
وروحي بيتك الأوّل والأخير،
وحضني دربك الممتدّ لآخر العمر.