نتائج الانتخابات والبكاء على عتبة الخسارة

صلاح الربيعي

تُعدّ الانتخابات محطةً مفصلية في حياة الشعوب والدول فهي تكشف مواقف الناس وتُظهر اتجاهات الرأي العام  وتُحدد حجم كل القوى السياسية على أرض الواقع وفي الوقت الذي ينشغل فيه الرابحون بالاحتفال بنتائجهم الايجابية هنالك من يندب حظه بالهزيمة  ولكن يبقى للخاسرين او الذين هزمهم الجمهور دور لا يقلّ اهمية عن دور المنتصرين في مضمار الانتخابات  والهزيمة السياسية مهما كانت قاسية فانها  تحمل دروساً عميقة يمكن أن يستفيد منها الجميع فالخاسرون يحفزون  الرابحين إلى مراجعة أنفسهم في كل خطوة قادمة تتخذ تجاه ناخبيهم  سيما  بوجود معارضة قوية فاعلة أو أصوات لم تحصل على ما يكفي من التأييد يُذكِر الفائزين بأن السلطة مسؤولية وأمانة وليست منّة من أحد  مهما كانت صفته وأن الجماهير قد تغيّر رأيها في أي وقت إذا لم تجد الأداء المطلوب لهذا المسؤول او ذاك لم يلبي طموحاتهم  ومن هنا يمكن أن تتحول النتائج السلبية للبعض إلى رسالة إيجابية للآخرين الذين وصلوا للمقعد البرلماني  وان النجاح الحقيقي ليس في الفوز فقط بل بامكانية الحفاظ على ثقة الناس قدر المستطاع وذلك من خلال العمل والإنجازات المثمرة والتأثير الميداني الفاعل

كما أن التجارب الانتخابية في معظم دول العالم  أثبتت أن الخاسرين اليوم قد يصبحون رابحين غداً هذا  إن أحسنوا قراءة المشهد بشكل دقيق مع بحث أسباب الفشل ومن ثم تصحيح  المسارات الخاطئة السابقة سيما الاخفاقات التي تؤثر على ثقة المواطن بالحكومة من خلال الاقتراب بشكل اكثر  من هموم المواطنين والعمل على حفظ كرامتهم وضمان حقوقهم وهنا يتعلم الرابحون بدورهم أن النصر ليس دائماً وأن احترام الخصوم وتقدير الجمهور هو الطريق الأفضل والأيسر  لضمان الاستمرارية بالنجاح

واختصاراً للمشهد الانتخابي العراقي منذ بدء الدعاية والترويج للانتخابات وحتى ظهور النتائج الأولية هنالك فرح كما هناك بكاء على عتبات الخسارة واحباط وصدمة لمن كان يتوقع الفوز المؤكد في التصويت حتى تفاجأ بنتائجه السلبية غير المتوقعة تماما وبهذا سيكون الخاسرين درسا بليغا لمن وصل الى عتبة البرلمان وان الهزيمة تُعطي معنى للفوز والمنافسة وتُقوّي التجربة الديمقراطية  وتفعل الوعي الشعبي لدى الشرائح المختلفة وسيبقى صوت الناخب هو المعيار المنصف للجميع .