الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل تكون إنتخابات 11-11 مثل سابقاتها ؟

بواسطة azzaman

هل تكون إنتخابات 11-11 مثل سابقاتها ؟

أكرم عبد الرزاق المشهداني

 

تقويم المشاركة الشعبية، وأهمية الانتخابات لمستقبل العراق

اسعى في هذه السطور التالية، ان اقدم تحليلاً شاملاً للدور المحوري للانتخابات في الحياة السياسية العراقية وتطلعات المستقبل، حيث تعد الانتخابات النيابية في العراق حدثًا سياسيًا مُهمًا يفترض فيه أن يعكس إرادة الشعب في اختيار ممثليه وصناعة مصيره السياسي.

في يوم 11 نوفمبر، سيتوجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس النواب بدورته القادمة، في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية معقدة، تجعل من هذه الانتخابات مرشحة لان تكون محطة فاصلة في تاريخ العراق الحديث.لقد شهدت الانتخابات النيابية العراقية منذ 2003 مشاركة متفاوتة بين المحافظات، حيث سجلت بعض المناطق نسب مشاركة مرتفعة، ففي حين تجاوزت نسبة المشاركة في انتخابات 2005 نسبة (80بالمئة) بينما تراجعت نسب المشاركة تباعا في الاعوام التالية حتى وصلت نسبة (20بالمئة) بسبب عوامل متعددة منها (فقدان الثقة بالعملية السياسية) و (التحديات الأمنية والسلاح المنفلت)، أو (اليأس والاحباط والشعور بعدم جدوى التغيير).

مشاركة فاعلة

ورغم ذلك، فقد أبدت فئات واسعة من الشعب، وخاصة الشباب والنساء، رغبتها في التأثير على مستقبل البلاد عبر المشاركة الفاعلة، وهو ما يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الصوت الانتخابي كوسيلة للتغيير وهناك من يتوقع ان تتجاوز النسبة حاجز الـ (50بالمئة الى 60بالمئة). وتجدر الإشارة هنا إلى أن نسبة المشاركة تُعد مؤشراً هاماً على مدى تفاعل المجتمع مع العملية السياسية، وتعكس مدى الثقة أو الإحباط تجاه الطبقة السياسية. كما أن مشاركة الأحزاب الجديدة والحركات الشبابية ساهمت في رفع مستوى الحماس الانتخابي في بعض المناطق، رغم استمرار التحديات المتعلقة بضعف الخدمات وانتشار الفساد الإداري.

وتأتي أهمية الانتخابات النيابية العراقية في هذا التوقيت من كونها تمثل فرصة لتجديد الشرعية السياسية وتأسيس مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي. ففي ظل الأزمات الأمنية والاقتصادية المتلاحقة، تبرز الانتخابات كآلية سلمية لتداول السلطة، وتمنح المواطنين فرصة لمحاسبة المسؤولين واختيار من يمثل تطلعاتهم بشكل أفضل. كما تلعب الانتخابات دورًا أساسيًا في تعزيز الديمقراطية وترسيخ مبادئ المواطنة والمشاركة الشعبية. فهي تشكل أداة للحد من الانقسامات الطائفية والإثنية من خلال تعزيز التعايش السلمي وتقديم نموذج ديمقراطي يحتذى به في المنطقة. ومن جانب آخر، تساهم الانتخابات في تعزيز ثقة المجتمع الدولي بالعراق، وهو ما يؤدي إلى دعم أكبر لجهود التنمية والإعمار.

تشريع قوانين

كما تشكل نتائج الانتخابات النيابية نقطة تحول في مسار العراق السياسي والاقتصادي والاجتماعي. فالبرلمان المنتخب سيكون مسؤولاً عن تشريع القوانين المعطلة من دورات سابقة  ومراقبة أداء الحكومة، ما يمنحه دورًا محوريًا في معالجة التحديات الراهنة، مثل مكافحة الفساد، وتحسين الخدمات العامة، وتحقيق التنمية الاقتصادية.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تفتح الانتخابات الباب على مصراعيه أمام قوى سياسية جديدة تحمل رؤى إصلاحية، وتعيد تشكيل التحالفات السياسية بما يخدم مصلحة الشعب العراقي. كما أن تعزيز المشاركة الشعبية في العملية السياسية من شأنه أن يدعم الاستقرار ويقلل من احتمالية عودة العنف أو الصراعات الداخلية.

نأمل ان تكون انتخابات 11/11 النيابية العراقية ليست مجرد ممارسة ديمـــــــــــــقراطية روتينية، بل هي لحظة فارقة في تاريخ العراق الحديث.

وان تقييم المشاركة وأهمية الانتخابات سيكشفان عن وعي متزايد لدى المواطنين بأهمية دورهم في رسم مستقبل بلادهم.

ورغم التحديات، تظل الانتخابات أملًا في التغيير السلمي وبناء عراق أكثر استقرارًا وعدالة وازدهارًا. وسوف نراقب اهتمام الجماهير بهذه الانتخابات ومقدار او نسبة مشاركتهم فيها بالمقارنة بالانتخابات السابقة، ونتمنى لشعبنا كل الخير والنجاح في رسم مستقبل زاهر.

  مستشار امني وقانوني

 

 


مشاهدات 45
الكاتب أكرم عبد الرزاق المشهداني
أضيف 2025/11/05 - 4:18 PM
آخر تحديث 2025/11/06 - 2:01 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 65 الشهر 3839 الكلي 12365342
الوقت الآن
الخميس 2025/11/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير