الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحملات الانتخابية وتحدي العدالة القانونية 

بواسطة azzaman

الحملات الانتخابية وتحدي العدالة القانونية 

صلاح الربيعي

 

​إن العملية الانتخابية التي يُفترض أن تكون تعبيراً عن إرادة الشعب واختياراً حراً مبنياً على الكفاءة والبرامج السياسية والادارية والخدمية الحقيقية تحولت في العراق  إلى ما يشبه الدكاكين التجارية الهزيلة التي تبيع البضاعة النافقة بعد أن  رفع أصحابها  شعارات رنانة فارغة  لاتمت الى الحقيقة بشيء من الصلة ابدا وقد تخللت فترة الدعايات الانتخابية التي بدأت قبل موعدها وخلافا للقانون ودون محاسبة تخللت وعودا كاذبة سيما وان أكثرها لاتخص المسؤوليات التشريعية والرقابية وانما هي من واجبات السلطة التنفيذية ورغم ذلك نرى بعض المنتفعين والكثير من الجهلة بين صفوف العراقيين يصدقون تلك الوعود ويسوقون ويطبلون لها دون وعي وادراك  او شعور بالمسؤولية سيما وان اكثر تلك الوعود جاءت من مرشحين فاسدين اكتنزوا ثروة طائلة من المال العام وبطرق غير شرعية واغلب هؤلاء المرشحين اصحاب تلك الدعايات الانتخابية ثبتت عليهم قضايا وملفات فساد وتزوير وجرائم مخلة بالشرف  مازالت قائمة في اروقة القضاء وقسم منها تمت تسويتها وفقا للمصالح الشخصية والحزبية والطائفية والمناطقية وليس بطرق قانونية وعلى حساب العدل والقانون والحقوق العامة للشعب العراقي اما مصطلح الفساد الدائر في العملية السياسية منذ نشأتها ولحد الان  لم يعد مجرد وصف عابر او مستهجن بل أصبح حقيقة مُرّة تعكس سيطرة المال الحرام  على السياسة وتهدد جوهر ومضمون الديمقراطية القائمة على تكافؤ الفرص بين الجميع دون انتقاء كما أصبح سباق هدر  مئات المليارات من الدنانير بين معظم المرشحين   والذي شهدته الساحة الدعائية مؤخرا يثير الاستغراب حيث لم تشهد اي دولة في العالم هذه الارقام الفلكية المالية الفاحشة في حملات سياسييها الدعائية ومن المؤلم جدا هو  انعدام دور المفوضية العليا المشرفة على الانتخابات التي يجب ان تكون مستقلة حقا وصارمة في قراراتها بالتصدي  للمخالفات والخروقات السافرة التي جرت طوال فترة الحملة الدعائية للمرشحين في العراق وهذا ماينذر بخطر فشل الديمقراطية بسبب سطوة الفساد والمفسدين على الساحة الانتخابية  ليس اليوم فقط وانما على مدى الدورات الانتخابية الماضية وليس هذا فحسب وانما في جميع  المفاصل الحكومية ومقابل ذلك يتسائل الشعب العراقي أين دور الجهات الرقابية للحد من تلك الانتهاكات والمخالفات اللاقانونية والتي زعزعت الثقة بين المواطن والمؤسسات الرقابية وجعلت المواطن العراقي يشعر بالاحباط واليأس بعدم  امكانية التغيير بالوقت القريب ومهما تكررت الفترة الانتخابية مجددا  ..

 

 

 

 


مشاهدات 50
الكاتب صلاح الربيعي
أضيف 2025/11/05 - 3:58 PM
آخر تحديث 2025/11/06 - 2:01 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 65 الشهر 3839 الكلي 12365342
الوقت الآن
الخميس 2025/11/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير