الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حيَّيتُ

بواسطة azzaman

حيَّيتُ

حيدر الخفاجي

 

عندما صحوت صباح اليوم ٣/١١/٢٠٢٥ وشاهدت شابا يعبر نهر دجلة الخالي من الماء بواسطة عجلته الهوائية اصابتني حالة من الذهول و الغضب تصاعدت بشكل كبير حين شاهدت الهوان والذل الذي تُلبِسْه الحكومات المتعاقبة لنا تحت شتى المسميات والاعذار واخرها الاتفاقية المذلة التي وقعت اليوم بين العراق و تركيا والتي داست على كرامتنا بذل غير معهود للحصول على الماء الذي لم نحسن ادارته منذ عشرين عام ... فكتبت محاكاة لقصيدة العظيم الجواهري دجلة الخير كما يلي : 

 

(حيَّيتُ )جُدْبَكِ عنْ (بعدٍ فحييني)

يا دجلةَ الامسِ قد ماتت بساتيني

(حيَّيتُ) طينَكِ (ضماناً )انوحُ على

ظَما (الحَمائمِ ) لا ماءٌ سوى الطينِ

يا دجلةَ الامسِ (يا نبعاً افارقُهُ)

كمْ كانَ يورَدُ (بينَ الحينِ والحينِ)

(انّي وردتُ) لطينِ النهرِ اسألُهُ

اينْ المياهُ ومَنْ ياطينُ يرويني؟

يا دجلةَ : اليومَ (ما يُغليكَ مِنْ حَنَقٍ)

(يُغلي فؤاديَ )منْ حُكْمِ الملاعينِ

(وانتَ ياقارباً تَلوي الرياحُ بهِ)

ما عُدتَ تُبحِرُ ما يُعييكَ يُعييني

(يا دجلةَ الخيرِ قَدْ هانتْ مطامحُنا)

عيشٌ كريمٌ اراهُ (غيرَ مضمونِ)

يا دجلةَ الامسِ في احلامِ من رحلوا

كأساً منَ الخَمْرِ في (ظلٍ لعَرجونِ)

(يا خنجرَ الغدرِ) في كفِّ الذي حكموا

لمْ يزرعوا الوردَ او غصناً لزيتونِ

(يا امَّ بغدادَ) لا حسناءَ امنةٌ

فرَّ التقاةُ لحاقاً بالدهاقينِ

(يا امَّ تلكَ التي منْ الفِ ليلتِها)

ما عادَ يبُصَرُ شيءٌ مِنْ (تَلاحينِ)

(يا مُستَجَمَّ النواسيِّ )الذي نَزعوا

منهُ الحضارةَ .. قصّوا رأسَ هارونِ

(الغاسلَ الهمَّ) صارَ الهمُّ يغسلُهُ

مذْ جفَّ ماءكَ صِرنا كالمجانينِ

(والمسمعَ الدهرَ )لا ناقوسَ يُسمِعُهُ

-اصابهُ الصَمُّ -(في عيدِ الشعانينِ)

يا دجلةَ اليومِ ادري انَّ اسلحةً

تَطفو بمائِكَ (من فوقٍ الى دونِ)

(ادري على ايِّ قيثارٍ)قد انتحرتْ

(انغامُكَ السُمرُ )مِنْ تَهديدِ مَجنونِ

ادري بأنكَ تدري انهمْ خَدمٌ

للاجنبيِّ بازياءِ (السلاطينِ)

اللائذينَ بإسمِ الدينِ اشجَعُهُم

يفرُّ كالفأر منْ مرأى السكاكينِ

يا دجلةَ اليومِ (والدنيا مفارقةٌ)

أنْ يحكمَ الشعبَ ابناءُ( الشياطينِ)

يا دجلةَ اليومِ كمْ كنزاً بكَ آنتُهِبَتْ

مما تَخَزَّنَ او منْ غيرِ (مخزونِ)

يا دجلةَ الانَ شرُّ الناسِ يحكمُنا

واصعبُ الشرِّ ما (بالخيرِ مقرونِ)

(لعلَّ يوماً عَصوفاً جارفاً عَرِماً)

يُزيحُ كلَّ جبانٍ منْ دواويني

(ترضيكَ عقباهُ) حينَ الريحُ تكنسُهُمْ

كنسَ البقايا كما ترضيكَ (ترضيني)

و وقّعوا اليومَ منْ ذُلٍ معاهدةً

باعوا الفراتَ لجارٍ بالفلاسينِ

وقايضوا النفطَ ماءً بئسَ ما فعلوا

نهايةُ اللصِّ دوماً في الزَنازينِ

فحضِّروا الحبلَ انَّ الموتَ يطلبُهُمْ

للقاسمينَ رياءً بالقرائينِ

فلمْ يصونوا عهودَ الشعبِ وابتكروا

شتّى الألاعيبِ بآسمِ الله و الدينِ

جاؤا العراقَ وكانَ المالُ يغمرهُ

كذلك الماءُ.. لا تمرٌ .. بلا تينِ

آنَ الاوانُ لأن تُنهى حكايتُهُمْ

وأن يُساقوا شياهاً للقرابينِ

ليفرحَ الشعبُ منْ عشرينَ ما فرحتْ

هذي الحشودُ ..ملايينُ المساكينِ

سيدفنونَ بقبرٍ دونَ شاهدةٍ

إذْ يُسحقونَ باقدامِ الملايينِ

 

 

كل الكلمات التي بين قوسين هي واردة بالقصيدة الاصلية للشاعر محمد مهدي الجواهري


مشاهدات 52
الكاتب حيدر الخفاجي
أضيف 2025/11/05 - 3:54 PM
آخر تحديث 2025/11/06 - 2:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 65 الشهر 3839 الكلي 12365342
الوقت الآن
الخميس 2025/11/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير