مشاهدات عراقي في بلد المليون شهيد

الجزائر أعظم الثورات التحررية في التاريخ الحديث

بغداد - صلاح حيدر

احتفل الشعب الجزائري هذه الايام  بذكرى انطلاق ثورة التحرير الجزائرية في الاول من نوفمبر / تشرين الثاني عام 1954 التي امتدت لسبع سنوات ونصف  من الكفاح المسلح والعمل السياسي  لتتوج باستقلال الجزائر  في 5 جويلية عام 1962  بعد ان قدمت اكثر من مليون ونصف المليون شهيد  خلال هذه السنوات ، لتنهي  حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي دام اكثر من 132   عاما منذ عام 1830  وقدمت اكثر من 7 مليون شهيد  منذ يومها الاول بقيادة الامير عبد القادر والنخبة الخيرة  من اخوته المجاهدين   

لقد اوغل المستعمر الفرنسي بقسوته ووحشيته  وارتكب المجازر البشعة  التي يندى لها جبين الانسانية بحق الشعب الجزائري وهتك الاعراض وسبى العباد ومحى الهوية الجزائريه العربية  وجعل  الجزائر ارضا تابعة لفرنسا.

هويته وطنية

الا ان صمود الشعب الجزائري وتضحياته  خلال فترة الاستعمار استطاع ان يحافظ على عروبته وهويته الوطنية وتتماسك لحمته الوطنية  ليستعيد عافيته بعد الاستقلال ليصل الى ماهو عليه اليوم  له الهيبة والمكانة الكبيرة بين الدول .

لايمكن اختزال تاريخ الجهاد والمجاهدين الجزائريين ببضعة اسطر او صفحات او حتى كتيبات   انها قصة كفاح مجيد  لشعب الجزائر على مدى 132 عاما من النضال ضد الاستعمار الفرنسي قصة جهاد الهم شعوب  العالم  كيف تقارع الظلم والاستعمار .

تعود قصة الاول من نوفمبر  الى  الاجتماع الاول في يوم 23 يونيو حزيران عام 1954 حيث انتخى 22 فردا من شباب الحركة الوطنية الجزائرية  وعقدوا اجتماعا في العاصمة الجزائر، بعد ان فشل المسار السلمي والسياسي مع الفرنسيين لنيل الاستقلال

وخلال هذا الاجتماع تم اختيار (6) مجاهدين  عرفوا فيما بعد بمجموعة الستة  وتم اختيار المجاهد محمد بو ضياف  كمنسق للثورة  وهم

محمد بوضياف ، مصطفى بن بولعيد ، العربي بن مهيدي ، مراد ديدوش ،  رابح بيطاط  وكريم بلقاسم  وخلال الاجتماع الاول لمجموعة الستة  في بولوغين  تم الاعداد للثورة  وتم كتابة البيان الاول للثورة  التي تم تحديد موعدها في الدقيقة الاولى من الساعة الاولى ليوم الفاتح من نوفمبر 1954 لتنطلق شرارة تحرير الجزائر ، تم الإعداد لكافة تفاصيلها  وتم انبثاق جبهة التحرير الوطني وذراعها المسلح جيش التحرير الوطني  وتم تقسيم الارض الجزائرية الى (6) مناطق عسكرية وخلال  الاجتماع  تم الاعلان  عن قيام الثورة ضدّ الاستعمار .

نضال الشعب الجزائري لا يشبهه نضال في اي بقعة من الارض ونضاله يكون امتداد   لنضال المجاهدين  لاكثر من قرن وربع وثورة الاستقلال  استمرت لسبع سنوات ونصف تعرض خلالها الشعب الجزائري لابشع انواع الجرائم وحملات الابادة ،  واجه  المستعمر الفرنسي قتالا بطوليا  من المقاومه  عجزت  ان تواجهه  فاعلنت موافقتها على الاستقلال  واعلن يوم 5 جويلية 1962  يوما للاستقلال بعد ان قدم الملايين من الشهداء  قربانا لهذا الاستقلال.

فعاليات فنية

خلال سنوات النضال كان للمرأة الجزائرية حضور فاعل في جبهات القتال ولا يكاد يخلو كل بيت جزائري من مقاتل في جبهة  التحرير الوطني على امتداد التراب الجزائري في الجبال والوديان والسهول والصحارى وكل المدن الجزائريه وقصباتها

جزائر اليوم هي امتداد لذلك النضال والجهاد  الذي سطره ابائهم واجدادهم  ، عندما تتجول في الشوارع ترى الافراح ومعالم الزينه والفعاليات الفنية والثقافية والتراثية  والرسمية وزيارة متاحف المجاهدين في العاصمة والمدن المختلفه على امتداد 58 ولاية ( محافظة) .

ما زال الشباب الجزائري المثقف والواعي يحمل  اليوم نفس الصفات التي تحلى بها المجاهدين  من روح وطنية وقومية في حب الوطن ومازالو يهتفون لفلسطين وغزة قبل بداية اية  مبارات لكرة القدم بصوت جماعي تقشعر له الابدان ويعلو صداه السماء

الشعب الجزائري متماسك بوحدته الوطنية ولا يساوم احد منهم على مبادئه وقيمه وروحه الوطنيه وحب الوطن  وخير دليل على ذلك في سنوات الربيع العربي الذي عصف بالبلدان العربية لم يهتم له احد  رغم المؤامرات الكبيرة التي تحاك له من قبل اعداء الجزائر والجميع متآزر  حول قيادته الوطنية.

تحية لهذا الشعب العريق بتاريخه وحضاراته المتعاقبة رغم الاف السنين.