تحشيش عراقي
علي اليساري
تشترط غرفة تجارة بغداد على من يروم تأسيس شركة ان يختار اسما لشركته منسجماً مع طبيعة النشاط التجاري او السياحي او الهندسي او الاعلامي او الغذائي او الزراعي الخ
وتشترط الغرفة ان لا يكون عنوان الشركة المنوي تأسيسها ماساً بمقدس ديني او تاريخي او قومي او مذهبي الخ
والقائمة تطول بسبب كثرة المقدسات وتيجان الرؤوس وخطوط الطول والعرض
فلا يصح مثلا ان يكون (المتنبي) عنوانَ شركةٍ لصناعة الجلود والبلاستك والاصماغ والمسامير والدبانستري اذ لاعلاقة لابي الطيب بهذا النشاط التجاري المهيب او (خولة بنت الازور) عنوانا لشركة تصنع الفوط النسائية وحفاظات الاطفال والاندر وير ، صحيحٌ ان خولة بنت الازور انثى ولكنها فحل صنديد فلا يليق بها استخدام الفوطة كما لم يعرف عنها انها تزوجت وحملت وانجبت اطفالا كما لا يعرف عنها انها كانت ترتدي الاندروير تحت بدلتها القتالية او (السلف الصالح) عنوانا لشركة مختصة بذبح الدجاج وهلس ريشه وتقطيعه وسلفنته في البرازيل ، البرازيل كما نعرف دولة مارقة كما يمرق السهم من الرمية وليس لها علاقة ودية مع فضلاء السلف وتيجان الرؤوس !
وليس من الانصاف اطلاق اسم (الفارابي) عنوانا لمصلخ لذبح المواشي والدواب والدواجن، اللهم الا اذا كان الفارابي احد مؤسسي ايدولوجيا ( جئتكم بالذبح ) الداعشية اجلّكم الله او (تأبط شراً) عنواناً لشركة اتصالات وكأنّ الموما اليه المرحوم (تأبط شرا) كان من مؤسسي كويك تل العالمية للاتصالات في نجد والحجاز !
وبحسب معلوماتي المتواضعة فان عدد الشركات في العراق تجاوز المليار مما يشير الى تحقق نهضة اقتصادية فلكية لا يحمد عقباها وبسبب عددها المتنامي اصبح من العسير اطلاق كلمة واحدة يتيمة عنوانا لشركة مما اضطر اصحاب الشأن الى اختيار كلمتين او اكثر او جملة اسمية او فعلية عنوانا لشركاتهم مثل (شركة الربيع الزاهر من الخليج الثائر الى المحيط الهادر) او شركة الفتيلة لاعادة الحياة الى الكهرباء العليلة).. ودمتم !!