الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السعادة من مفهوم آخر

بواسطة azzaman

السعادة من مفهوم آخر

هدى جاسم

 

لم اعرف انه مرشح لعضوية مجلس النواب للدورة الجديدة الا من فترة قصيرة جدا لانني لم اشاهد له صورة في شوارع بغداد ولا اعلان تلفزيوني او صفحة ممولة على مواقع التواصل الاجتماعي . عرفته عن طريق صديق واخ كبير وسمعت عنه من عوائل لهم حصة من ارباح شركاته المتخصصة بالكهرباء ، فهو يضع ضمن اولوياته العوائل المتعففة او التي لا تستطيع ان تتحدث لاحد عن مدى احتياجها لمن يساعدها على مر الحياة ومتطلباتها .

هو يضع رقم هاتف على ظرف ابيض ويقوم احد موظفيه بالاتصال بالرقم ويوصل الامانة كل شهر، ومنذ فترة طويلة تصل هذه الامانات الى مستحقيها دون ان يعلم الموظف المختص من هي هذه العائلة وكم المبلغ المدفوع ، وطبعا هذه الامانات تصل الى العشرات من العوائل بشكل دوري دون انقطاع .

غفلة حروب

الان اخذ على عاتقه ايضا مساعدة عوائل الشهداء والجرحى ممن فقد معيله في غفلة من حروب داهمت البلاد والعباد واصر ان يوصل الود مع هذه العوائل ليقول لهم شكرا على تضحياتكم ونحن معكم لانكم فديتمونا باعز ماتملكون . لم يدخر رجل الاعمال فيصل الشمري جهدا في ان يقول كلمته قبل ان يترشح الى عضوية مجلس النواب ولم يضع نصب عينيه المقعد الذي يتنافس عليه اكثر من سبعة الاف مرشح بينهم 71  مقعدا عن العاصمة بغداد التي يمثلها ، لكنه وجد في هذا الترشيح فرصة جديدة ليصل الى اناس لم تصلهم اليد التي تربت على اكتافهم في ساعة الشدة فكان تلك اليد ، وضع الكراسي الكهربائية في خدمة جرحى فقدوا اقدامهم في الحروب وامسك بيد من لم يجد له فرصة للعمل ليوفرها لها قبل الترشيح وبعده ،اجاد في ان يكون انسانا بلا رتوش المنصب ومغرياته واصر على ان يستمر في طريقه دون ان ياخذ من مال الدعايات الانتخابية اي مبلغ ليضع صور له في التقاطعات التي امتلئت بصور من كل صوب وحدب .

من خلال متابعتي لهذا الرجل وان كانت عن بعد تخيلت ان تكون في عضوية مجلس النواب بمقاعده ال 329 مقعدا على الاقل 50 مقعدا لمثل هؤلاء ترى ما الذي سيحدث ان لم تتغير النفوس بعد الانتخابات وتكون صفاتهم هي تواريخ تربوا عليها ولا يتخلوا عنها ابدا تحت اي مغريات ، حتما سيكون العالم حولنا واقصد في العراق تحديدا  اكثر صفاء ووضوح ، اكثر تواصل وشعور بالمسؤولية ، اكثرانسانية بان الاخر له حق في كل ربح يدخل الى جيوبنا وان الفقراء مسؤولية الاغنياء ، ستكون النفوس اكثر طمأنينة بلا خوف من المستقبل وان لا احد سينام بلا طعام يومه وغده .

كلمة البطالة

اما اذا كانت المقاعد البرلمانية جميعها بلا استثناء يملؤها مثل هؤلاء الرجال فستنبثق حكومة عادلة توزع الموارد على شعبها وتلغى كلمة البطالة من قواميسنا ونجد في كل حي وشارع مشروع ينظم اليه شبابنا ليحركوا عجلة التطور والابداع ويبنوا البلاد بسواعدهم .

عندها قد نحتاج الى وزارة السعادة لنقيس مقدارها في المجتمع وان حصل اي خلل في نسبها نعود ونبحث عن المسبب الرئيس لهذا الخلل ونقومه ونعيد توازن السعادة في بلادنا .

قد يرى البعض انني ابالغ في الوصف والامنيات لكنها الحقيقة التي اتمناها ان تحصل وتكون فقط عندما نختار بشكل صحيح وبادراك عال لان بلادنا والعباد تراجع فيها مفهوم السعادة بعد ان تولى من تولى امورها دون ان يعرف ان للشعب حق في كل مايدخل اليه من اموال ومناصب وعليه ان يمضي من اجله ليخدمه لا ان يتسلط عليه بالسرقة والفساد .

 

 


مشاهدات 65
الكاتب هدى جاسم
أضيف 2025/10/29 - 1:23 AM
آخر تحديث 2025/10/29 - 10:58 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 375 الشهر 19844 الكلي 12159699
الوقت الآن
الأربعاء 2025/10/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير