المبادرات الإنسانية تحيي روح التكافل
صلاح الربيعي
في السنوات الأخيرة بدأت مساحة المبادرات الانسانية بالاتساع بين شرائح المجتمع العراقي وهذا قد عكس روح التكافل والألفة بين الناس ومايجري اليوم من مبادرات انسانية مختلفة كشف عجز الحكومة عن إغاثة المرضى والمحتاجين والمعوزين العراقيين في عموم البلاد وأهم هذه المبادرات ما أشار إليه عدد من مراجع الدين الأفاضل في النجف الأشرف بضرورة توثيق أعمال الخير التي يقوم بها أهل الانسانية في عموم البلاد ومنهم بعض من أصحاب المطاعم الذين اختاروا أن يجعلوا من فائض الطعام باباً للرحمة وإطعام الأُسَر التي لامعيل لها وان لايأخذ الطعام الفائض طريقاً إلى حاويات القمامة ولعل ما يفعله صاحب أحد المطاعم في محافظة النجف الأشرف الذي طلب عدم ذكر اسمه هو انموذج إنساني مضيء لهذه الثقافة إذ يقوم صاحب هذا المطعم يومياً بجمع ما يزيد من بركات الطعام المطبوخ والفائض عنده في المطعم ثم يقوم بتعليبه وتغليفه بطريقة صحية لائقة لغرض توزيعه على العوائل المتعففة التي تحتاج إلى لقمة العيش وتسد جوع أطفالها وتمنحها شيء من الانسانية والطمأنينة وان الدنيا رغم قساوتها مازالت بخير وفيها الكثير من الخيرين ولقد أثبتت هذه التجربة بأن الطعام الذي كان يُلقى في حاويات النفايات يمكن أن يتحول إلى نعمة عظيمة مستمرة وذات أثر إنساني كبير لدى المحتاجين
وقد أكد أهل العلم والفضل ان نشر مثل هذه المبادرات الانسانية العظيمة وتوثيقها وتعميمها بين الناس يمثل مصداقاً لقول النبي محمد (ص)
من سنّ سنةً حسنة فله ُ أجرها وأجر من عَمِل بها إلى يوم القيامة
وحينما يرى الناس اتساع مساحة تلك المبادرات الانسانية بين المجتمع سيدفع بعض أهل الخير لتَبَنيها وعند ذلك ستكثر أبواب الخير وتعم الفائدة على الجميع وستكون فرصة طيبةً وباباً كريماً للتكافل والرحمة والعطاء بين جميع الناس .