رياضة بالكلمات
علي السعدي
لعبة الشطرنج ولعبة السياسة – وسيف الاسكندر
- طاولة النرد وأحجار الدومينو .
- في أعوام خلت ،كنت أتابع بشغف ،بطولة العالم للشطرنج بين بطل العالم اناتولي كاربوف ،ومنافسه الألد غاري كاسباروف ،وأعجب حين يعرض أحدهم التعادل ،فيوافق الآخر ،رغم ان الرقعة مازلت تحتفظ بالقطع الرئيسة ،والأغرب من ذلك ،حين يعلن أحدهما استسلامه في الجولة مع انه لم يفقد معظم قطعه الرئيسة . نستنتج من ذلك ،ان كلا البطلين ،يرى في خصمه لاعباً ماهراً ،لابد سيلعب وفق أصول اللعبة وحساباتها الدقيقة وبكل مافيها من ابداعات ،وبالتالي فلامجال للمراهنة ان خصمه قد يرتكب خطأ قاتلاً.
في العراق ،ولأن الشطرنج ليس من الأولويات ،بمقدار انتشار طاولة النرد والدموينو ،وهذه كلها تعتمد على الحظ وارتكاب الأخطاء ،لذا ترتكب السياسة بدورها الأخطاء تلو الأخطاء ،بدءاً من تشكيل الحكومات ،وليس انتهاءً بالشعارات والمقولات ،حتى أصبحت السياسة ،تصنع وتقاس بما ينشر في مواقع التواصل ،وهؤلاء ،كل يريد دولة وحكومة وسياسة ،وفق مزاجه.
2- حين تسلم الاسكندر المقدوني الحكم ،عرضت عليه سلسلة من الاتفاقات والمعاهدات المعقودة بحبل ناعم رفيع ،جرت العادة ، ان كل طرف في المعاهدة ،يشدّ العقدة الخاصة به ،دليل الالتزام . قيل للاسكندر ان كان يستطيع حلّ هذه العقد ،كي يتمكن من الحكم ؟؟ فسحب الاسكندر سيفة وضرب الحبل لتفكك كافة عقده . ليس في العراق من يمتلك سيف الاســـــــكندر ،ولايقبل العراقيون بمن يحكمهم بالقـــــــــــوة ، بعد ان تذوقوا حلاوة الديمقراطية ،وانغرست في نفوسهم ،لكن أن تصبح الديمــــقراطية لعبة نرد وعلى دبش وشيش ، لو لازمها مربعتين ، هذه ليست سياسة ولا لعبة مسلية ،لأنها تتعلق بمصير شعب ..