الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ألحان الراوي تعيش في الذاكرة تتقدمها (حلوين)

بواسطة azzaman

ألحان الراوي تعيش في الذاكرة تتقدمها (حلوين)

 

بابــل - كاظـم بهَــيّــة    

رحل ياسين الراوي ، لكن الالحان التي ابدعتها انامله لم تمت ، تلك التي ادتها حناجر عشرات المطربين والمطربات، وتمكن الراوي ان يعطي روائع لحنية تميزت بلونه الخاص الذي رسم ملامحه في الاغنية العراقية من خلال ابداعه المتواصل ، التي احتلت موقعا متقدما في ساحة الغناء العراقي ،باصوات كبار المغنين منهم  عباس جميل وداوود العاني واحلام وهبي وعفيفة اسكندر  وسليمة مراد ومائدة نزهت وامل خضير وحسين نعمة ومحمد عبد المحسن  وسعدون جابر وحميد منصور وياس خضر وعبد الحسين اللامي غيرهم، كما لحن الكثير من الاغاني الوطنية التي بلغت اكثر من (160 ) انشودة وطنية ،واصبح لها ذيوع وانتشار بين ملحني عصره ، في الموسيقى وتلحين الاغاني التي عُرِفَ بها جماهيريا، واحتلت موقعها المؤثر ومازالت تعيش معنا من اهم الاغاني اغنية( حلوين ) لمائدة زهت وهي من كلمات الشاعر غازي ثجيل ، التي قال عنها الناقد الموسيقي الراحل عادل الهاشمي «احد الالحان الكبيرة والباقية في سفر المسيرة الطويلة للملحن ياسين الراوي» .

والراوي من مواليد  عام 1936- البصرة -قرية السراجي التابعة لقضاء ابي الخصيب، وفيها اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة ، غادرها متوجها الى العاصمة بغداد . حيث دخل دار المعلمين عام 1947. واكملها عام 1952  و لتحقيق طموحاته الفنية لقد درس مبادئ الموسيقى وتعلم العزف على  آلتيْ الاكورديون والعود،  في  الدار المذكور على يد استاذه الفنان اكرم رؤوف. اما  آلة (الناي ) التي عرف بعزفها ، فتعلمها مسبقا عن طريق السماع. في عام 1957 دخل الاذاعة العراقية، ومنها بداء مشواره الفني ، حيث اكتسب شهرة كبيرة خلال سنوات قليلة ليصبح من ابرز الفنانين والملحنين الذين قدموا الاغاني للمطربات والمطربين المعروفين واعطائهم الكثير من الحانه الرائعة . فكانت اول تجربة له في عالم اللحن عام 1958 هي  انشودة «يوم الثائرين» اداء الفنان عباس جميل، ومن ثم تلتها العديد من الالحان التي رسخت في وجدان المستمع العراقي خاصة والعربي عامة مثل (احبك ليش ) لرياض احمد و(لو هواكم ) لصلاح عبد الغفور و(لايكلبي ) لاحلام وهبي  و(هل العيد ) لفاضل عواد و(ماعندي موعد ) لمحمد الشامي  و (هذا آخر لقاء  ) غناء   فاضل عواد ، كلمات   حسن الخزاعي  و(حلوة وظفاير سود ) لداوود العاني و( لويمنعوني هلي – حيرني المحبوب ) و( عطاشا ياجرف الميّ ) لانوار عبد الوهاب، و(اشكر بشامة )لفاضل عواد ، وغيرها عشرات الاغاني . و الراوي من الفنانين الذين اعتنوا بالنوع لابلكم ، فقد كان يقدم لحنيين او ثلاثة الحان في السنة ، وهذا معروف عنه بين زملائه . ولم تقف مواهبه عند التلحين فقط , بل جمع كتابة النوته الموسيقية وقراءتها فضلا عن اجادته العزف على ثلاث آلات، كما ذكرتها سلفا . حيث كان يدعو الملحن العراقي الى ان يهتم بالثقافة الموسيقية لكي يتسنى له القضاء على امية التلحين التي تعرقل مسيرة الملحن في الاغنية العراقية .

ومن الجدير بالذكر ان الفنان الكبير الراوي كرم من قبل وزارة الاعلام في الحكومة السابقة لثلاث مرات في حياته ،ولكن للآسف الشديد بقي  اخر حياته مريضاً منسياً قبل رحيله  عام 2005 ، وهو يحمل حلما كبيرا ان تزال المعوقات عن طريق الاغنية العراقية .


مشاهدات 95
أضيف 2025/10/21 - 3:29 PM
آخر تحديث 2025/10/25 - 2:34 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 393 الشهر 16854 الكلي 12156709
الوقت الآن
السبت 2025/10/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير