سمو الإبداع وجماليات اللون والتكوين
تشكيليات يتألّقن بمعرضهنّ العاشر في عمان
رياض عبد الكريم
اقام موقع تشكيليات عراقيات ومؤسسة أشنونا للفنون معرضه العاشر في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان بعنوان (حكايات تشكيلية)، وشاركت بالمعرض 45 فنانة وفنانا من العراق والأردن قدمن 63 لوحة وعمل نحتي واحد.
وفي جولة في هذا المعرض الانيق والذي تميز بجمال التنظيم وحسن الإدارة والاستقبال وجسدت اللوحات ابداعات وافكار عبرت عن احاسيس مرهفة واستلهامات من وقائع عراقية عكست الكثير من من الاوجه الحضارية والتراثية والشعبية للعراق، وهو ما جعلني ان اتحسس رهافة الانتماء وعمقه في مشاعر الفنانات وكأنهن تركن بصماتهن في هذا المعرض وهي تحمل عنوانا محببا- هنا العراق- وهذا بحد ذاته يؤكد معنى القيم الانسانية والوفائية لكينونة العراقية تجاه عالمها العزيز- العراق- فهي اينما تحل وكيفما تبتعد عن الوطن يبقى الحنين والاعتزاز به مرافقا لها يحتويها وتحتويه.
اللوحات التي عرضت في المعرض على الرغم من اختلاف اساليبها وافكارها الا انها تحمل دلالات الوعي والابداع والتألق في صناعة اللوحة التي تناسق جمالها من خلال رشاقة الخطوط والتكوينات ومساحات الالوان التي عبرت عن ذائقة جميلة وانيقة تتناسب مع رهافة وألق العراقية في حدود الخيارات والاختيار.
ظاهرة فنية
وانا اتجول في المعرض استوقفتني عدة اعمال لعمق موضوعاتها وتكامل افكارها لا اريد ان اذكرها بالتحديد حتى لا اقلل من شأن باقي الاعمال فهي بمجموعها تشكل ظاهرة فنية اوصلت رسالة مفادها بأن العراقية لها حضور في مختلف ساحات الفكر والثقافة والفن وفضاءات المجتمع عموما ، ومثل هذه الاعمال هي فعلا مايحتاجه البلد وهو يعيد بناء نفسه من جديد لأنها الركيزة التي تسنده في تعريف نفسه ونشر ثقافاته بين ثقافات العالم. في احد اركان المعرض تحدثت مع الفنانة هيام الموسوي مديرة موقع تشكيليات عراقيات ورئيسة مؤسسة اشنونا للفنون منظمة المعرض وراعية هذا التجمع حول هذه المبادرة وعن فكرة هذا التجمع فقالت: (هو تجمع نسوي ابتدأ من حيث توافق رغبات الكثير من الصديقات الموهوبات في مختلف اتجاهات الفنون، وتكررت البدايات في اكثر من مكان للعرض واكثر من اجتماع لتطوير العمل ، قدرت حينها انني امام رغبة وجدية لهذا التجمع الراقي في ان نطلق العنان لتلك المواهب واظهار قدراتهن وابداعاتهن امام الملأ ، بعد ان اطلعت على الكثير من اعمالهن التي امتازت بالروعة والنضج ، وفي الجانب الاخر اتاحة الفرص لاخريات من الهواة في ان تشق طريقها نحو النجاح والتقدم).
وعن الامكانيات المادية لهذا التجمع قالت :(ليس لدينا اي دعم مالي من اية جهة ونحن نعتمد على مواردنا الشخصية وبعض الاشتراكات الرمزية من المشاركات في سد حاجات اقامة المعارض من المطبوعات والاعلانات والضيافة ، الخ من شؤون المصروفات، المهم عندنا هو ان ننجح اولا وان يكون للعراقية دورالى جانب اخيها الرجل في التعريف والنشر بكل مايتعلق بواقع بلدنا العراق وايضا ايصال رسالة توحي للعالم بقدرة المرأة العراقية وقوتها في مواجهة كل التحديات وحضورها المتفاعل والمؤثر حيثما تقتضي الضرورة. وهنا اسجل شكري وتقديري للسفارة العراقية بحضور معظم المنتسبين للمعرض يتقدمهم نائب سفير جمهورية العراق منيف السامرائي).