صدر حديثا : الدول الشيعية في التاريخ .. دروس و عبر

كربلاء - احمد العزاوي

صدر حديثا عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث التابع للعتبة الحسينية المقدسة كتاب: الدول الشيعية في التاريخ دروس وعبر ، لمؤلفه الدكتور محسن باقر القزويني والكتاب يتناول 16 دولة شيعية قامت في التاريخ ابتداء من سنه 780 للميلاد و لغاية 1934 للميلاد ،اول هذه الدول :الدولة الادريسية التي حكمت في بلاد المغرب من سنة 789 للميلاد لغاية 985 للميلاد ،وآخر دولة شيعية تاسست في جازان سنه 1901 حتى نهاتها سنة 1934 للميلاد.

 وللمؤلف عدة مصنفات في فقه الدولة و الفكر السياسي الاسلامي كدولة الرسول ودولة الامام علي والشورى والديمقراطية وآفاق المستقبل في العالم الاسلامي و الفكرالسياسي في القران الكريم وكتب اخرى في فقه وفكر الدولة الاسلامية ، وقد حاول في هذه الدراسة ان يحلل عوامل انتصار الدول الشيعية وربطَ بين تاسيس هذه الدول وظهور البطل الذي ينتظره المستضعفون  كالادريسي الكبير وهو من احفاد الامام الحسن المجتبى  في المغرب سنة 789, والحسن بن زيد في طبرستان سنه 864 الذي اسس الدولة العلوية،  وحمدان بن حمدون من بني تغلب في الموصل سنه 890 للميلاد الذي اسس الدولة الحمدانية، وعبيد الله المهدي من احفاد الامام الصادق ظهر في المغرب ابتداءا بين عشيرة البربر سنة 909 ليؤسس الدولة الفاطمية فيما بعد، كذلك ظهور اولاد ابي شجاع ابن بويه سنة 928 للميلاد  الذين اسسوا الدولة البويهية وسيطروا على بغداد وايران وافغانستان ، وفي سنة961 للميلاد يظهر احد ابناء عشيرة بني اسد في منطقة النيل بالحلة  وقام بتاسيس الدولة المزيدية ،وفي سنة 1016 قام حمود بن ميمون احد احفاد ادريس الثاني واسس دولة بني حمود في الاندلس، وفي سنة 1076 الميلاد قام عبيد الله بن علي من عبد القيس بالانتصار على القرامطة واسس بدلا عن دولتهم الدولة العيونية في البحرين والقطيف والاحساء والتي امتدت الى جنوب العراق  شمالا والى عمان جنوبا، وفي سنه 1436 للميلاد قام احد تلاميذ الشيخ احمد بن فهد الحلي وهو السيد محمد بن فلاح المشعشعي ويعود نسبه الى ابراهيم المجاب واسس الدولة المشعشعية في الاهواز و عاصمتها الحويزة وفي سنه 1501 للميلاد ظهر اسماعيل الصفوي في ايران  وقاد ابناء الطريقة الصفوية الصوفية الى تاسيس الدولة الصفوية، وهكذا يمضي الابطال وبحس ديني وبدافع القضاء على الاضطهاد و الطغاة بتاسيس الدول الشيعية دولة بعد اخرى ليصبح هؤلاء الافذاذ من المؤسسين قدوة صالحة لمن يريد التخلص من ظلم الحكام ومؤازرة المضطهدين من ابناء شعوبهم الذين وجدوا في القائد منقذا لهم فاتبعوه فكانوا معه في حركته حتى قيام الدولة. لكن وبعد القيام هذه الدول الشيعية وما ان تستقر الاوضاع بعد ردح من الزمن حتى عصفت عليها الحروب البينية والتنافس على السلطة بين الاخوة والابناء، وبين افراد المذهب الواحد فاصاب تلك الدول الضعف والهزال فاصبحت أُكله للآكلين يتنافس على القضاء عليها اعدائها من كل حدب وصوب فتساقطت كاوراق الخريف على ايدي ابناء واحفاد اولئك الزعماء المؤسسين  ناسين  و متجاهلين جهود اجدادهم في بناء تلك الدول وقد قيل قديما  من اخذ البلاد بغير حرب...  هانت عليه تسليم البلاد .

 يتناول المؤلف في هذا الكتاب والذي تضمن ايضا على صور المؤسسين وخرائط كل دولة وعُملتها  يتناول باسلوب سلس وبمنهج التحليل التاريخي هذه الدول 16 في قيامها وسقوطها ولتصبح درسا وعبرة لمن ياتي من بعدهم.