الموارد: الخزين يسجّل أدنى مستوى مع تراجع مناسيب دجلة والفرات
وفد عراقي يبدأ جولة مفاوضات جديدة في أنقرة لتأمين حصص المياه

بغداد - قصي منذر
 
بدأ وفد عراقي برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين، جولة مفاوضات جديدة في العاصمة التركية انقرة، لبحث ملف المياه. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (حسين وصل على رأس وفد حكومي ضم وزير الموارد المائية عون ذياب وملاك مختص من وزارات الموارد المائية والزراعة والبيئة، فضلاً عن مختصين من إقليم كردستان، العاصمة التركية أنقرة، لحضور الاجتماع المشترك بين البلدين بشأن ملف المياه)، مشيراً إلى إن الهدف من الزيارة، هو المشاركة في المباحثات الفنية المتعلقة بإدارة الموارد المائية وتنظيم استخدامها بما يحقق المصالح المشتركةَ للبلدين الصديقين)، وأضاف إن (الاجتماع يأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون بين العراق وتركيا، وبحث سبل إدارة الموارد المائية بشكل مستدام وعادل). ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية خلال الزيارة، لقاءات مع عدد من المسؤولين الأتراك، لبحث العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ولا سيما في ما يتعلق بتطوير التعاون الاقتصادي والأمني والسياسي بين البلدين، وفقاً لبيان الوزارة.وكان مرصد العراق الأخضر البيئي، قد نفى الأسبوع الماضي، صحة الأنباء الواردة بشأن زيادة الاطلاقات من تركيا الى نهري دجلة والفرات، مؤكداً تفاقم أزمة المياه في المحافظات الجنوبية، برغم اعتدال الأجواء. وقال المرصد في تقرير أمس إن (الحديث عن زيادة تركيا للاطلاقات المائية في العراق عار عن الصحة، بدليل أن الازمة المائية في المحافظات الوسطى والجنوبية والتي لاتزال كما هي منذ حزيران الماضي وحتى الآن، التي تسببت في جفاف الاهوار ونفوق الأحياء المائية وأعداد كبيرة من الجاموس)، ولفت إلى (ضرورة مصارحة الجهات المعنية بملف المياه في البلد للشعب العراق بصعوبة الوضع المائي في العراق، وامكانية التعاون بين الحكومة والمواطن من اجل عبور هذه الأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم). فيما طالبت وزارة الموارد المائية، دوائر الماء على ترشيد توفير مياه الشرب للمنازل بنسبة 50 بالمئة، تماشيا مع متطلبات المرحلة الحرجة. وحذر معاون مدير عام هيئة تشغيل مشاريع الري والبزل في الوزارة غزوان السهلاني في تصريح أمس من (تدهور مستويات الخزين المائي إلى مستويات غير مسبوقة)، مؤكداً إن (البلاد تواجه حالياً مرحلة حرجة تستوجب تكاتف جميع الجهات المعنية)، وأوضح السهلاني إن (العراق يعاني من مشكلة كبيرة في المياه، بسبب تدني الخزين إلى أدنى مستوى مسجل منذ عقود، نتيجة قلة الإيرادات من دول المنبع، وقد أطلقت الوزارة طوال المدة الماضية أكثر من ضعف الحصة المقررة من خزاناتها لتلبية متطلبات الشرب والزراعة)، وشدد على القول إن (الوزارة تبذل جهوداً استثنائية للحفاظ على ديمومة المياه لأطول فترة ممكنة، لكن ذلك لن يتحقق من دون تعاون القطاعات كافة)، داعيا وزارة الزراعة إلى (حثّ الفلاحين على استخدام التقنيات الحديثة في الري، لتقليل الهدر وضمان الاستفادة القصوى من الموارد المحدودة)، ومضى إلى القول (ضرورة أن تعمل دوائر الماء على ترشيد الإنتاج عبر تشغيل 50 بالمئة من طاقة مجمعات المياه التصميمية في الأقضية والنواحي، تماشياً مع متطلبات المرحلة)، وأوضح السهلاني إنه (على دوائر المجاري والبلديات والمحافظات إلى رفع التجاوزات عن الأنهر وتنظيف المجاري المائية من الملوثات، التي تؤثر سلباً في نوعية المياه وكميتها)، واستطرد بالقول إن (تطبيق نظام المراشنة الزراعية ومنع تشغيل المضخات خارج الأوقات المحددة أمرٌ ضروريٌ لعبور الأزمة الحالية)، مبيناً إن (الشهرين المقبلين قد يشهدان مزيداً من التراجع في مناسيب نهري دجلة والفرات، والوزارة تحاول توزيع الخزين الحالي بعدالة ومرونة لحيــــــن تحـسن الإيرادات من دول المنبع)