إيران والترويكا.. دبلوماسية مغلقة تحت عباءة العقوبات
قاسم الغراوي
من جديد، تعود الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) لتفعيل آلية الزناد ضد إيران، محاولة إعادة فرض العقوبات الأممية التي أسقطها الاتفاق النووي. ورغم أن هذا السلوك يرفع شعار حماية “الأمن الدولي”، إلا أنه في الجوهر يعكس انصياعاً للأجندة الأميركية وتجاهلاً صارخاً للقانون الدولي.
افي بيان لوزارة الخارجية الإيرانية يرد على خطوة الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) باستخدام ما يعرف بآلية “الزناد” لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران. البيان يوضح عدة نقاط أساسية:
1.إدانة شديدة لخطوة الترويكا الأوروبية واعتبارها إجراءً غير شرعي وغير مسؤول.
2.التذكير بأن هذه الخطوة تأتي في وقت تتعرض فيه المنشآت النووية السلمية الإيرانية لاعتداءات إسرائيلية، ما يكشف ازدواجية المواقف.
3.اتهام الترويكا بعدم أخذ الاتفاق الأخير بين طهران والوكالة الذرية بعين الاعتبار، رغم أنه حظي بترحيب دولي.
4.التأكيد أن إيران سعت للحل الدبلوماسي وفتحت نافذة للحوار، لكن أوروبا تنفذ أجندة أمريكية.
5.تحميل أوروبا وواشنطن المسؤولية المباشرة عن تداعيات إعادة فرض العقوبات.
6.التشديد على أن إيران مصممة على مواصلة برنامجها النووي السلمي استنادًا إلى إرادة شعبها، مع الاحتفاظ بحق الرد.
إيران لازالت تؤمن بالحوار وتقول للعالم:
نحن مع الحوار، لكننا لن نقبل التفاوض تحت الضغط أو التهديد.وان الترويكا والأمريكان هم الذين يغلقون باب الدبلوماسية، لا إيران.واما العقوبات لن تجبرنا على التراجع عن برنامجنا النووي السلمي، بل ستزيدنا إصرارًا.
إيران تعتبر أن التفاوض يجب أن يكون على أساس الندية والقانون الدولي، وإلا فلن يكون مجديًا
العالم وازدواجية المعايير
الخطوة الأوروبية تأتي في وقت تتعرض فيه المنشآت النووية الإيرانية السلمية لهجمات إسرائيلية متكررة، من دون أن يلقى ذلك أي إدانة أو حتى إشارة من العواصم الغربية. فبينما يُسمح لإسرائيل بامتلاك ترسانة نووية عسكرية خارج أي رقابة، تُعاقَب إيران على برنامج نووي سلمي خاضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
التفاوض تحت الضغط: عبث سياسي
إيران أبدت مراراً استعدادها للحوار، بل وقّعت اتفاقات مع الوكالة الدولية حظيت بترحيب دولي واسع، لكن الغرب يصر على سياسة العصا الغليظة. وهنا يتجلى التناقض: يطالبون إيران بالتفاوض، بينما يضيّقون الخناق عليها بالعقوبات والتهديدات. أي دبلوماسية هذه التي تضع الشروط مسبقاً ثم تدعو الطرف الآخر للجلوس إلى الطاولة؟
الثبات الإيراني والرهان على الشعب
إيران، كما جاء في بيان خارجيتها، ماضية في برنامجها النووي السلمي استناداً إلى إرادة شعبها، ولن تسمح بأن يتحول حقها في التكنولوجيا النووية إلى ورقة ابتزاز سياسي. وهي في الوقت ذاته تحتفظ بحقها في الرد على أي تجاوز أو عدوان، ما يجعل مسار التصعيد الغربي محفوفاً بالمخاطر.
إن محاولة خنق إيران عبر العقوبات لن تلغي إرادتها، بل ستضاعف إصرارها على انتزاع حقوقها. وإذا كانت أوروبا وأميركا تراهنان على الضغوط لإجبار طهران على التراجع، فإن الوقائع تثبت أن التفاوض المفروض بالقوة يولد طريقاً مسدوداً، بينما التفاوض القائم على الاحترام المتبادل وحده يمكن أن يفتح باب الحل.