الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إلى متى ننتظر؟

بواسطة azzaman

فم مفتوح .. فم مغلق

إلى متى ننتظر؟

زيد الحلي

 

لاشك ان  يوم (11/ 11/ 2025) كان يوماً عراقياً خالصاً، اختبر فيه الوطن ذاته، ونجح في امتحان الديمقراطية بامتياز. حيث شاهدنا محطة وطنية مشرقة، عكست وعياً جمعياً عميقاً بأهمية صون التجربة الانتخابية باعتبارها ركيزةً من ركائز بناء الدولة الحديثة. لقد بدا المشهد، منذ ساعات الصباح الأولى، لوحةً من النظام والانضباط، وتجلّى فيه الهدوء الذي هو، كما يُقال، مهد القوة وبوابة المستقبل.

ما حدث في ذلك اليوم  لم يكن مجرد عملية اقتراع عابرة، بل ممارسة وطنية تترسخ في الوجدان، وتؤكد أن العراقيين ماضون في طريق الديمقراطية مهما تعرّجت المسارات ، فالمشاركة الانتخابية ليست مجاملة ولا ترفاً، بل واجب وطني يترجم شعور الفرد بمسؤوليته تجاه وطنه. لقد شعر الناخب أن صوته يمكن أن يُحدث فرقاً، وأن الديمقراطية لا تكتمل إلا حين يتحول الاقتراع إلى فعل وطني واع لا إلى مجرد إجراء شكلي.. فالديمقراطية الحقة لا تزدهر إلا بالمشاركة الفاعلة.

ولعل أجمل ما في يوم الانتخابات، أنه مر بهدوء نادر، خال من التوتر والمظاهر غير الحضارية التي كانت ترافق بعض الاستحقاقات السابقة. هذا الهدوء كان دليلا على النضج السياسي والمجتمعي، وعلى الثقة المتبادلة بين الدولة ومواطنيها، وهي ثقة تتكرس كلما التزم الجميع بالقانون واحترموا النتائج أياً كانت. فالفوز الحقيقي لا يُقاس بعدد المقاعد، بل بسلامة الإجراءات ونزاهة الأداء.

لقد قدم العراق في تلك الانتخابات ، رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن الديمقراطية فيه ليست شعاراً، بل صورة لوعي أبنائه، كانت صناديق الاقتراع بمثابة نوافذ للأمل، تطل منها الإرادة الشعبية نحو مستقبل أكثر استقراراً وعدلاً. وبغض النظر عن أسماء الفائزين والخاسرين، فإن المنتصر الأول هو العراق نفسه، الذي أضاف إلى سجله يوماً وطنياً جديداً عنوانه: الإيمان بالديمقراطية طريقاً للوحدة والنهضة.

نعم، إن الفائز الحقيقي هو العراق، الذي أظهر للعالم وجهه المشرق القادر على إدارة إرادته الحرة بثبات ومسؤولية. لقد كانت الانتخابات امتحاناً عراقياً خالصاً، ونجح فيه الجميع بإصرارهم على أن تبقى الديمقراطية خياراً لا رجعة عنه.

ومع الفرح الذي رافق نجاح الانتخابات، يأمل المواطنون الاعلان  عن تشكيل الحكومة، حتى يكتمل السرور بهذا النجاح، كونها من الأولويات الملحة على كافة الأطر السياسية والاقتصادية والإدارية والامنية، فالإسراع بتأليف الحكومة يعتبر أكثر من ضروري فهو المفتاح للانطلاق بالعمل وإعطاء إشارة إيجابية للمواطنين بان خيار نهج الديمقراطية هو الطريق الصحيح..

 

Z_alhilly@yahoo.com

 


مشاهدات 47
الكاتب زيد الحلي
أضيف 2025/12/06 - 3:33 PM
آخر تحديث 2025/12/06 - 11:34 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 759 الشهر 4518 الكلي 12788423
الوقت الآن
السبت 2025/12/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير