عمنا الشيخ
جمال السوداني
و كانت بيني و بين العم الشيخ د. أحمد الكبيسي مهاتفات و مراسلات منذ عام 2010 .. ففي أحد الأيام أرسل لي :
و الله لا أدري و بغداد جثة
على أي شط سوف ترسو المراكب و إن طال منك العمر تشهد مصائبا
و دوما على بغداد تسعى المصاعب
فصارت جميع الناس فيها مذاهبا
و صار بلاها يا جمال المذاهب ..
و في أحد الأيام أرسلت له :
لا أحمل البغض المرير مناعة
بل إنني في قسوة و كفاح
إذ ليس لي ملك أفوح به هنا
أ و يسلم الحلم الكبير براحي
هذي الخليقة ما رأت أبناءها
فالحلم ملثوم بغصن جناح
إني و حق الحب من دمع الندى
أ فهل رأيت علاقة لجراحي ..؟
فأرسل لي بعد بضعة أيام :
لله درك من لسان هائم
بين القوافي مغرما صداح
أ و ما علمت بأن أغصان الهوى
تشكو الظما من شعلة الأقداح
لا تكثر الشكوى جمال فإنما
يحيا الضياء بخسة المصباح ..
و بعد بضعة أيام أرسلت له :
العمر ، كل العمر للشيخ الجليل
متجانس في الفكر و النهج النبيل
في أعصب الأوقات يرفل بالدليل
و بوجهه الأخبار حظ للعليل ..
و بعد بضعة أيام أرفدت له :
طويل العمر ، لا يهتز بالمنحة
تدور به الدنى سعيا إلى الجنة
عميق الحس ، مكلوما بنزعته
له الأشخاص مأسورين للغنة ..
لقد مرت ايام قاسية على العراقيين ، فكتبت له مرة : انت أحد الذين يطفئون ما تحرقه الصهيونية في العراق .. و بعد يومين قد حل ، و ساهم بذلك العمل الكبير . و في تلك الزيارة عرض عليه أحد الحيتان منصب رئيس ديوان الوقف السني ، فرفض هذه الثروة . لنزاهته و إخلاصه , فهو يعرفهم جيدا ، و لا يساهم بتبييض تاريخهم الأسود ..