طور

سوران محمد

.........................

لا تموت في هذا اليوم القارس

لن تقدر الأنامل المنهكة

مسح دموع متجمدة

على رموش شواطئ الرؤية

لم تعد تتميز الألوان

تتخلج الأفكار أسودا و أبيضا

كل شيء واه

تمر من جنبك

كصرصر بلا رأس

تارة تغطي وجهك يد

 لئلا تتحرك الشفاه  مجددا

من المناظر المملة،

لم تعد تتعرف على وجوه المارة

اثنان على مد البصر يمشيان هونا

كأنما يدوسان على بيض الحياة

صوت صياح الديك وسكين الجزار

يختلطان بأصواتهما

كما لو كان حديثا تحت الأمواج

ألحان بلا معنى

وهل للكلام دوما وجه؟

أحدهما يود أن يكون هو ذا النائم المستيقظ

بينما يتفوه الآخر بألفاظ خارقة

الم تر عصفور الذي

طار من قفص صدره؟

*

خطوتان الى الوراء ثم آنظر

 حل الخريف على الأغضان

لا تدع أوراق قميصك تتساقط ، 

إذا ضللت  

فاختفي أقل من الضياع

لن يتوقف المرور من أجل نعش

يتمايل مع تلك الشمس النادمة

التي سقطت في جحر ألافق،

غدا ستستيقظ باكرا بعين نعسة

كأنها لم تذق مرارة الرحيل

جاعلا ظلال شواهد القبور أغمق من الأمس.

مجرد التفاتة تكتفي،

سرعان ماتجد نفسك يغشيك النعاس

 منهمكا على ذراع نقب،

الوجهة بعيدة فلا تمار نفسك

ليس لديك ما تفعله

سوى النزول من السطح على سلم الزمن

إلى الأسفل حيث ترى مهدا

ترقد فيه روح،

غريب عنه تلك الأحلام الشاسعة

يا لك من محظوظ!

لم تسلب في المنفى

 خلف أسوار المعرفة،

وما تلفظتك همسة جنب

على بقايا حاجز داج. في ليلة، 

سقطت من بين أنياب ذئبة عجوز

وقعت على رصيف شارع  خال

هرعت بمحاذاة الشعارات الملونة

لم تتوقف الصرخات،

  فركت الأحلام عيونها

كان هناك ملجأ وحيد

مهد ينتظر في الطابق السفلي

روح لا تزال مستلقية على ظهرها

تتطلع إلى عودتك

***

 

...............