خلود الحجر أم خلود الحق؟
ثامر محمود مراد
تتهاوى العظمة فوق جدران القلعة، كأنّ الزمان مدّ يده الثقيلة فمحا ملامح الكبرياء. لم يبقَ سوى صخور صامتة، شاهدة على بهتان القوة حين تغادرها الروح.المجد لا يقيم في حجارةٍ عالية، ولا في أسوارٍ غليظة. المجد يسكنُ في وعدٍ صادق، فإذا خان الوعدُ صاحبه، انهار العرش، وسقط التاج، وتحولت العظمة إلى خرابة.التيجان تتكسّر كما تتكسر الأوهام، والسيوف تصدأ حين لا يحرّكها العدل. فما نفع القوة إذا كانت بلا معنى، وما قيمة العظمة إن لم تترك في القلب أثراً من إنسانية. القلاع لا تخلّد أصحابها، بل تخلّد حكايات سقوطهم. وما التاريخ إلا مرآة تكشف زيف البريق حين يُطفأ، وتعيد للإنسان سؤالاً واحداً: أيّ خلودٍ نرجو؟ خلود الحجر أم خلود الحق؟